اتهم جنوب السودان الخرطوم بشن هجمات جوية في المنطقة الحدودية بعد ساعات من انهيار المحادثات لإبرام اتفاق وقف عدائيات. لكن الجيش السوداني نفى شن أي هجوم على الجنوب بالطائرات، مؤكداً أن المناوشات تدور بالمدافع فقط. وبدأ الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي أمس جولة بين جوباوالخرطوم لإقناعهما بالتوصل إلى هدنة وعقد لقاء بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت. وقال جنوب السودان إن مقاتلات سودانية من طراز ميغ - 29، قصفت بلدات في ولاية الوحدة المتاخمة لولاية جنوب كردفان المضطربة، متهماً قادة السودان بعدم توقيع اتفاق وقف نار معهم لأنهم «دعاة حرب». ونفى الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد وقوع أي هجوم جوي أو فقدان أي طائرة، وأكد للصحافيين أمس عدم صحة التقارير الإعلامية التي أشارت إلى إسقاط الجيش الجنوبي مقاتلة سودانية في ولاية الوحدة، أو شن غارات جوية على الولاية الجنوبية. وأضاف: «نؤكد أن هناك اعتداء من بعض المجموعات العسكرية المتمركزة في ولاية الوحدة على مواقعنا وتعاملنا معها بالقصف المدفعي». ونفى تقارير عن تلقي السودان دعماً من إيران في الحرب مع المتمردين. وأضاف: «نحن كجيش سوداني قادرون أن نواجه كل المتمردين المعتدين... ليس اليوم (فقط) بل حتى في السابق، من دون عون من أحد». وأكد أن الأحوال هادئة في مناطق جبال النوبة وتلودي في ولاية جنوب كردفان حيث لم تجر فيها معارك. وتابع: «هناك هدوء في منطقة هجليج النفطية يشوبه توتر وحذر، وقواتنا تسيطر سيطرة كاملة على هذه المناطق». وانهارت مفاوضات السودان ودولة الجنوب في أديس أبابا من دون التوصل إلى اتفاقات تنهي التوتر الأمني بين البلدين بعد إصرار جوبا على نفي دعمها التمرد وطلب وفد الخرطوم مهلة لإجراء مشاورات مع القيادة السياسية حول مقترحات دفعت بها الوساطة الأفريقية تتصل بإنهاء العدائيات. لكن يُنتظر عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات في غضون عشرة أيام. وقال وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين للصحافيين عقب عودته من أديس أبابا أمس، إن الوفد لم يوقع على اتفاق مع الجنوب، موضحاً أنهم يدرسون مقترحات الوسطاء. وأكد حسين بروز خلاف مع دولة جنوب السودان حول نقاط رئيسة أولها يتعلق بالنقاط الحدودية التي «لم تكن واضحة»، مشدداً على التزام السودان بحدود الأول من كانون الثاني (يناير) 1956. وأعلن الوزير أن الجنوب رفض الاعتراف بإيوائه أي حركة متمردة وأكد انعدام صلته بالتمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أو إيواء أي من مسلحي دارفور. واعتبر موقف مفاوضي جوبا يعكس مقداراً من عدم الصدقية والوضوح، مشيراً إلى عدم فك الارتباط بين الجنوب وجنود الفرقة التاسعة والعاشرة المتمركزين في النيل الأزرق وجنوب كردفان، مؤكداً أن رواتب المجندين ما زالت تُصرف من جوبا. من جهة أخرى، تفجَّرت الخلافات داخل حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي قبيل عقد اجتماع الهيئة المركزية اليوم، والتي يُنتظر أن تجرى تغييرات في هيكلة الحزب. ويعيش حزب الأمة في خلافات حادة بسبب موقف الصادق المهدي المتمسك بالحوار مع النظام ورفض معاداته كلياً أو العمل على إسقاطه من طريق العنف المسلح. كما أن علاقات الحزب مع قوى المعارضة السياسية في البلاد تدهورت بسبب مطالبته بتغيير الهيكل التنظيمي الحالي للتحالف المعارض، في خطوة اعتبرها بعضهم محاولة منه لوضع يده على قيادة المعارضة. وعقد تيار يتزعمه مبارك الفاضل المهدي ومجموعة «التيار العام» مؤتمراً لتكوين تكتل جديد حمل اسم «حزب الأمة القومي» وأعلنوا السعي إلى إجراء إصلاحات داخل الحزب وتغيير خطه السياسي المهادن للنظام ومقاطعة اجتماعات الهيئة المركزية التي دعا إليها الصادق المهدي. كما عقدت مجموعة ثالثة انشقت عن التيار العام مؤتمراً صحافياً ثالثاً أعلنت فيه مشاركتها في الهيئة المركزية المزمع عقدها اليوم.