أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الموجود في لبنان في زيارة رسمية تستمر يومين، ان بلاده «لا تفرض أي تصوّر» في شأن تشكيل حكومة جديدة في لبنان لأن الامر متروك للبنانيين انما «مصر جاهزة للقيام بأي خطوة مفيدة للشعب اللبناني اذ لا نريد ان نرى خلافات ودماء تُسفك بل نريد ان نرى العدل يتحقق». وكان عمرو واعضاء الوفد المرافق وصلوا الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت امس، وبدأوا لقاءاتهم بزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقره، في حضور النائب انطوان زهرا، السفير المصري لدى لبنان أشرف حمدي ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي. ومن المقرر ان يجري عمرو لقاء اليوم مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وصف عمرو لقاءه مع جعجع ب «المثمر». وقال انه يحمل «رسالة دعم من الرئيس المصري محمد مرسي والحكومة والشعب المصري بأن مصر تقف الى جانب لبنان بكل فئاته وهي مهتمة بما يحصل في المحيط العربي ولبنان على قائمة الأولويات». وأضاف: «حرصنا أن تشمل الزيارة الجميع ليكون لبنان دوماً وطناً يقوم على المواطنة والديموقراطية، واستمعنا الى آراء الصديق جعجع حول ما يجري في لبنان ونحن على ثقة بحكمة الشعب اللبناني للتغلب على المصاعب». واكد ان ل «سورية مكانة خاصة في قلب كل مصري وهي دولة مهمة استراتيجياً»، وقال: «طرحنا أفكاراً عديدة لإيقاف سفك الدماء والدمار، ونعمل منذ بداية الأزمة في هذا المجال باعتبار ان ما يحصل في سورية لا يؤثر على الدول المجاورة لها فقط بل يتعداه الى دول المنطقة، ونسعى مع الدول المهتمة بالشأن السوري الى إيجاد حلّ سياسي يضمن الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري وضمان انتقال السلطة الى ما يرقى به الشعب وبأقل خسائر ممكنة مع الحفاظ على وحدة الاراضي السورية». واذ اشار الى ان «تشكيل حكومة جديدة أمر متروك للشعب اللبناني»، قال ان «مصر لا تفرض أي تصوّر بل تستمع الى ما هو موجود، ومصر دائماً جاهزة للقيام بأي خطوة مفيدة للشعب اللبناني اذ لا نريد ان نرى خلافات ودماء تُسفك بل نريد ان نرى العدل يتحقق، فيجب أن يحصل تحقيق جاد في حادثة الاغتيال الأخيرة التي طاولت اللواء وسام الحسن وعلى من ارتكب هذه الحادثة ان ينال عقابه طبقاً للقانون والعدل». واعتبر جعجع زيارة المسؤول المصري «لنقل رسالة محبة وصداقة وتأييد للبنانيين»، مؤكداً انه «لم يتم التطرق الى تشكيل حكومة جديدة أو عدمه باعتبار ان هذا الأمر شأن داخلي لبناني». وعلق على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان واجتماعه حصراً مع رئيس الجمهورية، معتبراً انه «مؤشر الى ان كل الدول اصبحت محرجة بالتعاطي مع الحكومة اذ كانوا يعتقدون ان هذه الحكومة ستحافظ على الاستقرار ولكن ما أثبتته التجربة العكس، وبالتالي اعادت الدول الغربية والعربية النظر بموقفها منها». وأيد جعجع «الحوار من أجل تشكيل الحكومة ولكن تبعاً لما ينص عليه الدستور باعتبار ان رئيس الجمهورية في هذه الحال سيلتقي كل الكتل النيابية وسيتم التشاور مع النواب من أجل تكليف رئيس حكومة جديد، ولكن الفريق الآخر لا يريد تغيير هذه الحكومة من خلال ما نستنتجه من التصريحات التي يطلقها». ورأى انه «اذا كان بعضهم متخوفّاً من الفراغ، فعليه تسهيل مهمة الرئيس الجديد لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وبالتالي كلّ من يُعرب عن قلقه من قضية الفراغ لا يريد تغيير الحكومة، علماً ان الحكومة الحالية لا تملك حداً أدنى من القبول السياسي». ورفض جعجع تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة «تحت أي ذريعة ولا سيما تشكيل حكومة جديدة باعتبار ان حكومة تصريف الأعمال تستطيع الإشراف على العملية الانتخابية»، مشدداً على وجوب «عدم التلاعب بالمواعيد الدستورية». لقاء بري وزار الوزير المصري رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقره، وحضر اللقاء المستشار الاعلامي لبري علي حمدان، واستبقاه بري الى مائدة الغداء. وأكد عمرو في تصريح بعد لقائه بري، «أن العلاقات المصرية - اللبنانية عميقة»، وجدد «موقف الحكومة المصرية الداعم لخيارات الشعب اللبناني». وقال: «مصر تشهد تحولاً كبيراً في تاريخها وتتجه إلى طريقها السليم»، معتبراً أنه «على رغم هذا التحول فلن تتوقف عن دعم لبنان». وأشار إلى أنه «لا يحمل أي مبادرة في شأن الأزمة اللبنانية، وزيارته تأتي في إطار تأكيد تضامن الشعب المصري مع الشعب اللبناني». وعن الأزمة السورية قال إن «مصر تعمل للتوصل إلى حل لأن الحال السورية لا ترضي أحداً»، مذكراً بأن الرئيس المصري محمد مرسي «قدم مبادرة في هذا الإطار»، ولكنه لفت إلى «أن أي مبادرة للحل يجب أن تدرس في سورية». لقاء الجميل وعون والسنيورة ثم زار عمرو رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل في «بيت الكتائب المركزي»، ثم التقى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون. ومساء، عقد الوزير عمرو لقاء مع الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة في بيت الوسط، وحضره عدد من نواب «المستقبل» ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري والوزير السابق محمد شطح. وأقام السنيورة مأدبة عشاء على شرف الضيف المصري. اتصال مع جنبلاط وأجرى عمرو اتصالاً هاتفياً برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الموجود في المختارة وأوضحت مفوضية الإعلام في الحزب أن «ازدحام المواعيد لدى الوزير المصري حال دون عقد لقاء بينهما في المختارة واعتذر جنبلاط عن عدم تمكنه من النزول إلى بيروت، وجرى التركيز على أهمية الاستقرار في لبنان ودعم جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الحوار، وجدد جنبلاط موقفه الثابت الذي يكرره لكل الأطراف العربية والدولية والمرتكز على ضرورة عدم وقوع البلاد في الفراغ تحت أي ظرف كان، مبدياً الانفتاح الكامل لمناقشة إمكان تأليف حكومة وحدة وطنية لحماية البلاد من دون ربط ذلك باستقالة الحكومة الحالية». وأشارت المفوضية إلى أن «جنبلاط وعمر توافقا على استمرار التواصل والتشاور في مختلف القضايا اللبنانية والعربية، ووعد جنبلاط الوزير المصري القيام بزيارة إلى القاهرة في وقت لاحق لاستكمال التحادث». من جهة اخرى، تلقى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط اتّصالاً هاتفيّاً ليل اول من امس، من نائب وزيرة الخارجيّة الأميركية وليم بيرنز، وأوضح بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» أنّ الإتّصال ركز على «الوضع الراهن في لبنان، وتمنّى بيرنز على جنبلاط المساعدة في تأليف حكومة لبنانيّة جديدة من دون الوقوع في الفراغ، فيما اكد جنبلاط موقفه السابق لناحية عدم ممانعة الاتفاق على قيام حكومة جديدة، واعتبر ان ذلك لا يتم إلاّ من خلال دعم جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسعيه المستمر لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الفرقاء اللبنانيين، والخروج من حال القطيعة الراهنة التي لا تؤدي سوى الى المزيد من الآفاق المسدودة، وجدد رفضه المطلق وقوع البلاد في الفراغ حفاظاً على الإستقرار والسلم الاهلي».