احتشد مئات الآلاف من اليمنيين أمس في صنعاء ومدن أخرى في تظاهرات مناصرة للحوثيين وأخرى مناهضة لتصعيدهم ومؤيدة للاصطفاف الوطني الذي كان دعا إليه الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما تبدو نذر المواجهة بين الفريقين وشيكة في ظل إصرار الحوثيين على رفض كل العروض التي قدمتها اللجنة الوطنية الرئاسية لتجاوز الأزمة ونزع فتيل التوتر. وتوعد آلاف الحوثيين الذين احتشدوا في شارع المطار في العاصمة لأداء صلاة الجمعة بمزيد من الخطوات التصعيدية في سياق تنفيذهم المرحلة الثالثة من الاحتجاجات، وأعلنوا الأسبوع المقبل أسبوعاً لما وصفوه ب»الحسم الثوري» إذا لم تستجب مطالبهم في إسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود وإشراكهم في القرار السياسي. وكانت اللجنة الوطنية الرئاسية المكلفة التفاوض مع الحوثيين توصلت قبل ستة أيام إلى مبادرة للحل أقرها اللقاء الوطني الموسع برئاسة هادي لكنها لقيت رفضاً حوثياً، في حين كانت تضمنت ثمانية بنود من بينها إقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية يحتفظ هادي فيها بالوزارات السيادية واختيار رئيسها. كما تضمنت خفض جزء من الزيادة في أسعار الوقود، ودعوة الحوثيين إلى إنهاء حصارهم المسلح لصنعاء وتفكيك مخيماتهم من حول الوزارات والانسحاب من عمران ووقف القتال في الجوف. ودعا الحوثيون أنصارهم أمس إلى الاحتشاد غداً الأحد والاثنين المقبل في ميادين صنعاء مع تعليق شارات صفراء إيذاناً بفرض عصيان شامل يُعتقد أنه يسعى إلى شل العاصمة وتعطيل الحياة فيها، كما استمر توافد المئات من أنصارهم المسلحين إلى محيط صنعاء قادمين من محافظات أخرى للالتحاق بالمخيمات التي تطوق العاصمة من كافة الاتجاهات. في المقابل احتشد عشرات الآلاف في شارع الستين المجاور لمنزل الرئيس هادي لأداء صلاة الجمعة استجابة لدعوة هيئة الاصطفاف الوطني المؤيدة لخطوات الرئيس هادي وردد المشاركون شعارات تدعو إلى نبذ العنف وتدين حصار الحوثيين لصنعاء وتؤكد مساندة هادي في أي قرارات يتخذها لحل الأزمة. وتتزايد المخاوف من وصول الأزمة إلى طريق مسدود على رغم الأنباء التي تشير إلى استمرار الاتصالات بين الحوثيين واللجنة الرئاسية المكلفة التفاوض معهم للوصول إلى توافق في شأن مطالبهم يحول دون انفجار الأوضاع واللجوء إلى الخيارات الأمنية التي ستكون كلفتها باهظة. وكان هادي شرع منفرداً في تنفيذ المبادرة الرئاسية وأمر قبل يومين بسريان السعر الجديد للمحروقات الذي يشمل خفض 30 في المئة من الزيادة الأخيرة، كما بدأ مشاوراته مع الأطراف السياسية حول اختيار رئيس جديد للحكومة المقبلة التي سيكون من مهامها إيجاد مخارج عاجلة للأزمة الاقتصادية والإسراع في ترتيب أولويات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وصولاً إلى إنجاز الدستور وإجراء الانتخابات المقبلة. إلى ذلك استمرت المواجهات بين الحوثيين وخصومهم القبليين الموالين لحزب «الإصلاح» في محافظة الجوف أمس، وأدت الاشتباكات في منطقة «مفرق مأربالجوف» إلى إصابة خطوط نقل الطاقة الرئيسة القادمة من محطة التوليد في صافر ما تسبب عن انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة ومناطق أخرى.