أحاط الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس سفراء الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية بآخر تطورات الأزمة مع الحوثيين إثر فشل المفاوضات مع زعيمهم في الوصول إلى اتفاق ينزع فتيل التوتر ويوقف التصعيد في العاصمة ومحيطها. دعا إلى عقد لقاء وطني واسع لاتخاذ تدابير حازمة في مواجهة التهديد الحوثي. وكان عشرات آلاف الحوثيين احتشدوا منذ أكثر من أسبوع عند مداخل العاصمة كما أقاموا مخيمات حول عدد من الوزارات في صنعاء في سياق ما وصفوه ب»التصعيد الثوري» الذي دعا إليه زعيمهم عبدالملك الحوثي لإسقاط الحكومة وإجبارها على إلغاء قرار رفع الدعم عن أسعار الوقود والضغط على الرئيس هادي لمنح الجماعة منفذاً بحرياً ضمن قرار توزيع البلاد إلى أقاليم. وأخفق وفد رئاسي أرسله هادي إلى صعدة طيلة ثلاثة أيام في إقناع الحوثي بالموافقة على مسودة اتفاق يكفل إقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الكفاءات، ويتضمن تشكيل لجنة خبراء اقتصاديين لإعادة تقويم قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، ما اعتبرته السلطات تعنتاً حوثياً يخفي وراءه نية مبيتة للتصعيد المسلح. وأكد هادي خلال لقائه السفراء «أن حصار الحوثيين لمداخل صنعاء ونصبهم الخيام المسلحة ونقاط التفتيش على الطرقات يعد خروجاً على القانون وإرهاباً للمواطنين والمسافرين وتهديداً للعاصمة» كما أحاطهم بتفاصيل تناولت تعثر اللجنة الرئاسية في الوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة. وأشار إلى ما تعانيه بلاده من تعقيدات أمنية واقتصادية وسياسية وقال «نؤكد أن على الحوثيين الانسحاب من عمران وخروج الجماعات المسلحة من خارج أبناء المحافظة وتسليم الدولة كل ما يتصل بالأسلحة والمعدات والإمكانات التي استولوا عليها». وعقد هادي اجتماعاً آخر ضم رئيس الحكومة ورئيس البرلمان وأعضاء الوفد الرئاسي وكبار مستشاريه، وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) أن الاجتماع درس تقرير الوفد الرئاسي إلى صعدة، و»طبيعة المخاطر والتهديدات التي تفرضها مليشيات ومسلحي جماعة الحوثي في مداخل العاصمة صنعاء وفي المخيمات التي نصبتها». في غضون ذلك عززت الأجهزة الأمنية انتشارها في محيط العاصمة وأكدت أنها «أغلقت جميع المنافذ الترابية والطرق الفرعية المؤدية إلى العاصمة صنعاء، لمنع تسلل السلاح والمسلحين إلى أمانة صنعاء». وأضافت «أن الاعتصامات المسلحة بالقرب من نقاط الحزام الأمني تشكل تهديداً حقيقياً لأمن العاصمة واستقرارها. وفي ظل تزايد المخاوف من المواجهات قدم الحزب الاشتراكي مبادرة دعا فيها إلى عدم إغلاق باب المفاوضات درءاً للانزلاق في دوامة العنف، كما دعا إلى وقف التصعيد والاحتجاجات وتحقيق شراكة في أجهزة الدولة التنفيذية. وأجل مجلس الأمن الدولي جلسته بخصوص اليمن إلى 29آب (أغسطس) الجاري بسبب تطورات الأزمة وفي انتظار عودة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر من صنعاء لتقديم إحاطته الدورية إلى المجلس حول آخر مستجدات العملية الانتقالية. وجدد الأمين العام للجامعة نبيل العربي في بيان تأييد جامعة الدول العربية للجهود التي تبذلها الحكومة للتغلب على الازمة، وأعرب عن «استنكاره للأحداث المؤسفة» حول العاصمة صنعاء وتلويح بعض الأطراف باستخدام خيارات تصعيدية معتبراًَ هذه الممارسات «خروجا عن الإجماع الوطني وتنذر بعواقب وخيمة من شأنها أن تهدد أمن واستقرار اليمن». ويسيطر الحوثيون المتهمون بولائهم لإيران على صعدة وعمران في الشمال ويخوضون مواجهات مستمرة لإسقاط الجوف المجاورة كما يطمحون بحسب مراقبين إلى مد نفوذهم إلى صنعاء بالقوة تمهيداً لإقامة دولة شيعية في مناطق شمال البلاد. وأفادت مصادر قبلية أمس «أن مئات المسلحين الحوثيين انسحبوا أمس من جبهات المواجهة مع مسلحي القبائل الموالين لحزب «الإصلاح» (الأخوان المسلمون) في محافظة الجوف في شكل مفاجئ، بعد تكبدهم خسائر كبيرة، كما أفادت بأن» قيادياً في حزب الإصلاح قتل في مكمن للحوثيين وأصيب مع حوالي تسعة أشخاص».