في المقال السابق كان الحديث يدور حول مطالبة بعض رؤساء الأندية بالاستقالة، او نشر الشائعات لأقل إخفاق يتعرض له فريق كرة القدم، على رغم أنها مطالبات في كثير من الأحيان غير مقبولة، وقلنا إن تلك المطالبات هي مجرد تنفيس او تسجيل موقف سلبي ضد رئيس النادي، فالرئيس لا يستقيل، لأنه عادة هو أكثر من يصرف على النادي، والأندية تسيطر عليها فئة قليلة يسمون بأعضاء الشرف الذين يدعمون النادي مالياً في ظل ندرة الموارد المالية لمعظم الأندية، خصوصاً تلك التي لم توفق في إيجاد رعاة، فهي تعيش على كرم أعضاء الشرف لذلك هي التي تستطيع فرض الاستقالة على الرئيس اذا خالف ما يريدون، وهناك رؤساء أندية يريدون من أعضاء الشرف الدفع والصمت، لهذا فإن غالبية الأندية تعيش مرحلة البدايات. وتتبع تلك الأمور أهمية ان تكون هناك لوائح للأندية تحد من سيطرة البعض عليها، فالأندية التي لا تتحكم جماهيرها في عملية الاختيار هي تسير عكس التيار، وأما التعديلات الجديدة فأنها ستعيد صياغة العمل داخل الأندية السعودية، ومنع السيطرة عليها من شخصيات بعينها، إذ سيكون كل مشجع ومحب للنادي لديه السلطة والقرار والانتخاب، ولديه القدرة على محاسبة مجلس إدارة النادي، وما يقال إن هذا موجوداً، او سيوجد في المستقبل القريب، فهو مجرد حبر على ورق، وان الوضع سيبقى كما هو عليه في السابق. وهنا لا بد من تفعيل دور الجماهير وتفاعله في مسيرة الأندية ووفق أطر محددة تضمن صحة العمل والسير به الى بر الآمان، وان تكون فرص رئاسة النادي متاحة لمن تنطبق عليه الشروط، وان لا تتفاجأ الجماهير الرياضية بأن رئيس النادي استقال، وتم تعيين رئيس جديد من دون ان يكون هناك منافسة للأفضل التي تحدده جماهير النادي التي يحق لها الاختيار. فالحراك الذي شهدته الساحة الرياضية من خلال الاتحاد السعودي لكرة القدم، ربما يعيد للأندية شيئاً من متطلباتها الحضارية، ويقفز بالرياضة من مرحلة السيطرة عليها من فئات معينة محددة الى شريحة أكبر لا تتنازعها السيطرة والأهواء، وان يكون النظام الذي سيفرض عليها من يحق لهم الترشح، وليس من يحق لهم السيطرة، وتوسيع هذه الدائرة هو ما يمكن ان يجعل الأندية تساير الركب. [email protected]