الملاحظ أن هناك موجة غضب تجتاح الوسط الرياضي من الجماهير الرياضية بسبب خسارة الهلال من أولسان الكوري الجنوبي، وخسارة النصر من الشباب في دورين «زين»، وتركزت لحظات الغضب على الإدارتين في النصر والهلال، والمنابر الإعلامية امتلأت بالانتقادات، البعض منها لامس الحقيقة، والبعض الآخر كان مجرد «تنفيس». والخسارة في عالم كرة القدم أمر طبيعي، بل ومنطقي، وأحياناً يدخل فيها العامل النفسي قبل الفني والبدني، لكن غير الطبيعي رد الفعل المبالغ فيه، ومن المستحيل تكميم أفواه الناس، لأنه لا بد ان يكون لهم آراء، لكن تلك الآراء تأتي غاضبة ومستعجلة، ولا يوفق الغالبية العظمى منهم في إبداء وجهات نظرهم، إذ تنعدم منها الفائدة. فالتركيز على إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز الأخطاء من سمات الطرح المتعقل، خصوصاً لمن يريد الإصلاح، والعمل في الأندية هو عمل تطوعي، ومن الصعب اختلاق آراء تتجاوز الدور الذي يقوم به العاملون في الأندية، كما أن الشائعات تلغي معقوليات الطرح من خلال تسويق استقالات، وتنازلات لم تدر في خلد الذين يتولون مسؤولية هذه الأندية، بل إن هناك من يرفض تلك الاستقالات، على رغم وضوح الأخطاء باعتبارها هروباً واستسلاماً، فقد تعودنا بأن الاستقالات والتنازل للغير لا يتم إلا في الأوضاع الراكدة. ونتناسى دائماً بأن مطالبة الرئيس او الإداري بالاستقالة حتى ولو كان مجرد رأي، تحتاج الى إيجاد البديل، وكل من طالبوا رئيس النصر، او رئيس الهلال لم يطرحوا من سيكون البديل، والبديل في رأيهم سيكون موجوداً من دون ان يكون هناك تهيئة لهذا البديل، ومن السهل ان نطالب الرئيس بالاستقالة ولكن من الصعب ان يتقبل هذا الرأي، لأننا بكل بساطة لا نذكر أي رئيس نادٍ لدينا استقال، لأنه لم يوفق في صنع ما تريده الجماهير، ومطالبة الرئيس تحديداً لا تحددها الآراء الإعلامية مهما كانت جدية مسوغاتها. ورئيس النادي لدينا لا يعتد بمطالبته الجماهيرية بالرحيل لأنه لم يسهم في تحقيق الإنجازات، بل سرعان ما يصدر البيان التوضيحي الذي يؤكد فيه بقاؤه، والبيان يبدأ بالاعتذار للجماهير، ثم يذكرهم بأن ما حدث لا يلغي كونه رئيساً يتعامل مع الكاش والصرف، ماذا تريدون أكثر من هذا، ولا ننسى أيضاً استمالة الجماهير بإسقاطات على المنافسين لكسب التعاطف معه، وتنتهي الحكاية، هكذا هي الرياضة لدينا، و«يا ويلك يا اللي تعدينا!». [email protected]