افتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن معمر في جامعة برلين الحرة أمس (الإثنين) الملتقى الخامس لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة بعنوان: «الترجمة ودورها في تعزيز التقارب بين الثقافات والحضارات» بالشراكة مع جامعة برلين الحرة في ألمانيا الاتحادية. وافتتح الملتقى بكلمة لنائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد، قال فيها: «إن إطلاق المكتبة لهذه الجائزة العالمية التي تحظى برعاية مؤسّسها وراعيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تأتي تأكيداً لمكانة المملكة في الأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية العالمية، لتظل هذه الفعالية العالمية على مرِّ السنين محفورةً في ذاكرة التاريخ الإنساني». وأضاف أن مكانة هذه الجائزة تعززت بجهود نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، وبمتابعة وإشراف المشرف العام على المكتبة فيصل بن معمّر، مشيراً إلى أن الجائزة استقبلت في هذه الدورة مشاركات من 25 دولة، بلغ عددها الإجمالي 650 مشاركة في مختلف الفروع كتبت ب18 لغةً. عقب ذلك، ألقت نائبة مدير جامعة برلين الحرة الدكتورة برنجيتا شوت كلمة عبرت فيها عن سرورها بإقامة هذا الملتقى في جامعة برلين الحرة، وقالت: «إن هذه الملتقيات تزيد البحث العلمي في الجامعة، وتطور العلاقات العلمية بين مراكز البحث العلمية في البلدين». كما ألقت الدكتورة منى بيكر من جامعة مانشستر البريطانية - وهي إحدى الفائزات بالجائزة - كلمة حول دور الترجمة في انتقال المعارف والعلوم في العالم. وتناولت في كلمتها تاريخ الترجمة منذ العصر الأموي، عندما ترجم ابن المقفع كتاب كليلة ودمنة إلى اللغة العربية، وما أحدثته الترجمة من تطور علمي وثقافي كبير في العالم الإسلامي. ثم ألقى الدكتور هانس دايبر من جامعة فرانكفورت كلمة تحدث فيها عن دور العرب في ترجمة علوم اليونان وفلسفتهم إلى اللغة العربية، وما أحدثوه من تطور على هذه الفلسفة، ومن ثم انتقالها عن طريق الترجمة إلى العالم الغربي، ما أدى بدوره إلى تبادل الأفكار بين الحضارتين الإسلامية والغربية. وألقى الدكتور عز الدين مجذوب من جامعة سوسة بتونس، وهو أحد الفائزين بالجائزة، كلمة خلال حفلة الافتتاح، تناول فيها ما يواجه الترجمة من عقبات ومصاعب، خصوصاً مع صعوبة الوصول إلى المخطوطات النادرة الموجودة في دور الكتب في مختلف أنحاء العالم. كما تناول أهم إنجازات المترجمين الغربيين في ترجمة العلوم والآداب العربية، وتأثيرها في التطور العلمي في أوروبا بالقرون الوسطى. فيما ألقت الدكتورة ريقولا فورستر من جامعة برلين الحرة، كلمة استعرضت فيها أهم الإنجازات في مجال الترجمة، بخاصة في العصور الوسطى، عندما ترجم الأوروبيون الكتب العربية في مجالات الفلسفة والطب الذي كان مطلوباً في بلاط الملوك الأوروبيين. وفي الختام، تحدث المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز فيصل بن معمر عن أثر الجائزة في التقارب بين الأديان والثقافات، وقال: «هناك من أحدث فجوة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، بخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، إذ تبنى الغرب سياسة الفصل التام بين الدين والدولة، وما حققه الغرب من تقدم هائل في المجال الاقتصادي والتقني، بينما المجتمعات الإسلامية تعد الدين أساساً في بنائها السياسي والحضاري». مشيراً إلى أن التطور الإعلامي السريع زاد الفجوة بين الإسلام والغرب، ووجد من يؤجج هذا الخلاف بين فترة وأخرى عن طريق الأفلام والرسوم المسيئة للإسلام. وأضاف أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) زادت الفجوة بين الجانبين، وأصبح كل طرف يتناول سلبيات الطرف الآخر، وأطلق ما يسمى الصراع بين الإسلام والحضارة الغربية، وأجج أنصار الكراهية في الطرفين هذا الصراع، وفي ختام الملتقى طرح الحضور العديد من المداخلات والأسئلة على المحاضرين.