بعد توقف أعمال القصف التركية رداً على اطلاق قذائف مورتر على اراضيها من الاراضي السورية، عاد هدوء حذر صباح أمس الى الحدود التركية- السورية في بلدة اكجاكالي حيث عزز الجيش التركي وجوده، وفق شهود وسكان. ونشرت تركيا دبابات وقطع مدفعية بدت مدافعها موجهة الى الاراضي السورية في البلدة التركية الواقعة مقابل موقع تل الابيض الحدودي من الطرف السوري الذي تسيطر عليه قوات الجيش السوري الحر منذ منتصف ايلول (سبتمبر). كما جابت آليات عسكرية كثيرة شوارع البلدة ومحيطها. وحصلت الحكومة التركية على الضوء الاخضر من البرلمان لإجراء عمليات عسكرية في الاراضي السورية في حال تهديد «امنها القومي». لكن القيادات السياسية في تركيا، اكدت ان انقرة لا «تنوي شن حرب مع سورية». منذ صباح امس، عبر الكثير من سكان اكجاكالي الحدود بحريّة لتزويد جيرانهم السوريين بالمياه او الاغذية بعد انقطاع المؤن عنهم بسبب المعارك الدامية بين المعارضين وقوات النظام السوري للسيطرة على مدينة حلب. لكن، على رغم الهدوء النسبي وتعزيز الوجود العسكري التركي على الحدود، أبدى سكان البلدة الحدودية تشككهم في قدرة الرد العسكري والسياسي التركي على ردع أي هجمات دامية أخرى من الجانب السوري. وقال ابراهيم جيلدن (33 عاماً) وهو حارس امن في أكجاكالي: «نحن محاصرون في المنتصف... اذا كنا سنخوض الحرب فلنذهب الى الحرب... لكن الآن فإننا نجلس هنا كالأهداف». ويقع منزل ابراهيم على بعد امتار قليلة من المنزل الذي اصابته قذيفة المورتر الاربعاء في جنوب البلدة قرب السياج الحدودي. وأصبحت المنطقة اشبه ببلدة الاشباح وتعاني من آثار القذائف السورية وقذائف المورتر والرصاصات التي تضل طريقها عبر الحدود في الاسابيع القليلة الماضية. وفي ضغوط اضافية على الحكومة التركية، خرج في اسطنبول حوالى خمسة آلاف شخص الى شوارع المدينة في تظاهرة احتجاج سلمي مناهض للحرب تحول كذلك الى تظاهرة ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم. وهتفت الحشود تحت سمع وبصر الشرطة: «العدالة والتنمية يريد الحرب... الشعب يريد السلام». وتؤوي تركيا اكثر من 90 ألف لاجئ سوري وتخشى من تدفق هائل كما حدث عندما تدفق نصف مليون عراقي كردي على تركيا بعد حرب الخليج عام 1991.