ضرب الجيش التركي أهدافا داخل سوريا ، الأربعاء 3 أكتوبر 2012 ، ردا على سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا وقتلت خمسة مدنيين اتراكا. وفي أخطر تصعيد عبر الحدود في الانتفاضة التي بدأت قبل 18 شهرا في سوريا ردت تركيا على ما وصفته "بالقشة الاخيرة" عندما سقطت قذيفة المورتر على حي سكني في بلدة أكاكالي الحدودية.
وعقد حلف شمال الاطلسي اجتماعا عاجلا لبحث الموضوع.
وقال مكتب رئيس الوزراء طيب أردوغان في بيان "ردت قواتنا المسلحة في منطقة الحدود فورا على هذا الهجوم البغيض بما يتماشى مع قواعد الاشتباك. ضربت اهدافا من خلال قصف مدفعي لأماكن في سوريا حددها الرادار."
وتابع "لن تترك تركيا اطلاقا دون رد مثل هذه الانواع من الاستفزازات من النظام السوري ضد امننا الوطني."
ولم ترد على الفور تفاصيل بشأن الهجمات التركية ضد سوريا ولم يتضح من الذي أطلق القذيفة على الاراضي التركية.
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان السلطات السورية تحقق في مصدر قذيفة المورتر.
ونقل التلفزيون السوري عن الزعبي قوله ان "الجهات المعنية في سوريا تدقق في مصدر النيران ... وتبحث في هذا الامر بشكل جدي."
وتجمع سكان أكاكالي خارج مكتب رئيس البلدية خوفا من العودة لمنازلهم حيث كانت أصوات نيران المدفعية تدوي من بعيد في انحاء البلدة.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تركيا على ترك كل قنوات الاتصال مع سوريا مفتوحة. وفي وقت لاحق أصدر بيانا يدعو فيه "الحكومة السورية إلى الاحترام الكامل لسلامة أراضي جيرانها وإنهاء العنف ضد الشعب السوري."
وعبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن غضبها لسقوط قذيفة المورتر من سوريا في اراضي تركيا وقالت ان واشنطن ستبحث مع انقرة الخطوات التي ينبغي اتخاذها ووصفت انتشار العنف خارج حدود سوريا بأنه "وضع خطير جدا جدا."
وترى واشنطن ان تركيا طرف محوري في دعم المعارضة السورية والتخطيط لفترة ما بعد الاسد. لكن أنقرة وجدت نفسها معزولة بدرجة متزايدة ومحبطة لغياب الاجماع الدولي بشأن كيفية انهاء الصراع.
وتناقض الرد العسكري التركي مع ضبط النفس النسبي الذي مارسته عندما اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في يونيو حزيران.
وعززت انقرة وجودها العسكري على الحدود التي تمتد بطول 900 كيلومتر مع سوريا ودعت الى عقد اجتماع لمجلس حلف شمال الاطلسي.
وقال سفراء الحلف في بيان بعدما عقدوا الاجتماع النادر في وقت متأخر من الليل "يواصل الحلف الوقوف بجوار تركيا ويطالب بالوقف الفوري لكل مثل هذه الاعمال العدائية ضد دولة حليفة ويحث النظام السوري على انهاء الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي."
وهذه هي المرة الثانية في تاريخ حلف شمال الاطلسي الممتد 63 عاما التي يجتمع فيها الاعضاء بموجب البند الرابع من ميثاقه الذي يقضي باجراء مشاورات عندما يشعر بلد عضو بأن سلامة اراضيه واستقلاله السياسي أو أمنه في خطر.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج "هذا الحادث هو القشة الاخيرة. تركيا دولة ذات سيادة تعرضت أراضيها لهجوم."
ونقلت وكالة جيهان التركية للانباء عنه قوله "يجب ان يكون هناك رد على ذلك بموجب القانون الدولي."
ويقول نشطاء ان نحو 30 الف شخص قتلوا في انحاء سوريا في الانتفاضة التي تحولت الى حرب أهلية شاملة.
واشتد العنف داخل سوريا يوم الاربعاء حيث هزت ثلاثة تفجيرات انتحارية بسيارات ملغومة وهجوما بقذائف المورتر منطقة تسيطر عليها الحكومة بالقرب من ناد لضباط الجيش في وسط مدينة حلب بشمال البلاد مما أدى الى مقتل 48 شخصا وفقا لتقديرات نشطاء.