بادرت مدارس في المنطقة الشرقية، بتجهيز «أماكن موقتة»، لاحتضان أبناء المعلمات، في الوقت الذي تترقب فيه المعلمات صدور موافقة رسمية على إنشاء حضانات في المدارس. ورفضت مجموعة من المعلمات ترك أبنائهن مع العاملات في المنازل، إثر مقتل الطفلة «تالا الشهري». وتعاطفت مديرات مع الحال النفسية، التي تسود في الأوساط التربوية النسائية بعد الحادثة «الشنيعة»، التي وقعت فيما كانت أم الطفلة في المدرسة، التي تعمل فيها معلمة. وبادرت مديرة مدرسة ابتدائية في الخبر، منذ يومين، إلى فتح «حضانة موقتة» في المدرسة، حرصاً منها على «توفير أجواء مناسبة للمعلمات، ليقدمن عملهن براحة نفسية كاملة»، بحسب تعبيرها. وعبرت معلمات المدرسة عن شكرهن للمديرة، على موافقتها جلب أطفالهن معهن. وتعيين حاضنة موقتة، لحين البت في الموضوع رسمياً. وفي لفتة أخرى، بدأت مديرة إحدى مدارس تحفيظ القران في الدمام، في استقبال أبناء المعلمات، بعد طلب بعضهن «إجازات طارئة، أو اضطرارية، أو أمومة»، إثر مخاوف سادت بينهن. ما دفع المديرة إلى الموافقة على جلب أطفالهن. فيما تجاوبت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، مع الطلبات ورفعت تقريراً إلى الوزارة، مؤكدة فيه أهمية «توفير حضانات في المدارس، تتولى شؤونها إدارة رياض الأطفال». ووعدت وزارة التربية والتعليم، بتكوين لجنة لدرس إنشاء حضانات في فروع التربية في المناطق. ووصفت المعلمات هذا الوعد بأنه «محاولة لامتصاص الحال النفسية التي تسود بين المعلمات»، مشيرات إلى أن إنشاء اللجنة «يتطلب وقتاً طويلاً، وربما يستغرق ذلك أكثر من عامين»، بحسب معلمات في مدارس الشرقية. وأوضحت مديرة مدرسة متوسطة في الدمام، أن «فكرة المعلمات قامت على تهيئة مكان غير مستخدم في المدرسة، ليحتضن أبناءهن، ممن هم دون الخامسة من العمر»، لافتة إلى أنه تم «استقبال أطفال حضروا مع أمهاتهم وكان عددهم محدوداً جداً، إلى أن يتمكنَّ من الوصول إلى حضانات رسمية خارج المدرسة، بدلاً من بقاء أبنائهن في المنزل». وذكرت أن معلمات «قررن جلب أبنائهن يوم السبت المقبل، ولن نتمكن من الاستقبال رسمياً، إلا بموافقة من إدارة التربية والتعليم». وقالت مشرفة رياض الأطفال منى باقادر: «إن مبادرة مديرات باستقبال أطفال كانت استثنائية، ولم تكن بقرار رسمي، وإنما تعاطفاً مع الوضع النفسي للمعلمات، فهن لا يأمن جانب عاملاتهن المنزليات، على أن يبحثن عن مكان آمن لأطفالهن، من خلال حضانات رسمية، تتوافر فيها مربيات عربيات، غالبيتهن سعوديات، بعد رفض بعض المعلمات القاطع إبقاء أطفالهن الرضع في المنازل»، موضحة أن «توفير الحضانات وقرار نائبة وزير التربية والتعليم الدكتورة نورة الفايز بتشكيل لجانٍ، لم يكن لامتصاص وضع المعلمات الأمهات، وإنما تجاوباً مع مطالبهن»، مبينة أن «المديرات يعانين أيضاً من المشكلة، وأيضاً مشرفات تربويات. وكل أم تعمل في الوسط التربوي». يُشار إلى أن يوم السبت المقبل سيكون مكملاً لحملة انطلقت مطلع الأسبوع الجاري في المنطقة الشرقية، بعنوان «الكف عن تعنيف أبناء المعلمات». وقررت المعلمات جلب أطفالهن إلى المدارس، مطالباتٍ إداراتها بضرورة «توفير مكان مهيأ؛ حفاظاً عليهم من الأذى، وليبقوا قريبين من والداتهم». بحسب ما تضمنت أهداف الحملة، التي نشرت عنها «الحياة» تقريراً، أول من أمس الاثنين.