أطلقت معلمات، حملة لإنشاء حضانات في المدارس؛ لتوفير مكان «آمن» لأطفالهن أثناء ساعات عملهن. وتأتي الحملة، التي انطلقت صباح أمس، في أعقاب مقتل الطفلة تالا الشهري (أربع سنوات)، نحراً على يد عاملة منزلية آسيوية. فيما كانت والدتها المعلمة موجودة في المدرسة، صباح الأربعاء الماضي. وقررت المعلمات اصطحاب أولادهن إلى المدارس التي يعملن فيها اعتباراً من يوم السبت المقبل. واختارت المعلمات، اللاتي يتوزعن في مختلف مناطق المملكة، اسم «كفّ العنف عن أبناء المعلمات»، لحملتهن. وأكدن على أهمية «تجهيز حضانات في المدارس، لكف العنف الواقع على أطفالنا». وقررن «عدم ترك الأبناء في المنازل، اعتباراً من اليوم، مع العاملات المنزليات، لوضع المسؤولين أمام الأمر الواقع». وتوقعن أن «تحقق الحملة أهدافها، من خلال الإصرار على نيل حقوقنا، المتمثلة في إنشاء حضانات داخل المدارس، وتطوير مرحلة رياض الأطفال، التي أربكت الوسط التربوي». وأكدت معلمات يشاركن في الحملة، سعيهن لإيصال صوتهن إلى المسؤولين، لأخذ قرار في هذا الصدد، رافضات سماع عبارة أن «الموضوع لا زال قيد الدراسة»، موضحات أن هذه العبارة «أصبحت مُملة، ولن تنفعنا لحماية أبنائنا من عاملات أتين من أجل الخدمة المنزلية، وليس تربية الأطفال». وقالت المعلمة عائشة عبدالله، التي تعمل في إحدى مدارس النعيرية، ل «الحياة»: «إن الحملة، التي تشارك فيها مجموعة من المعلمات والمشرفات التربويات، ستجني ثمارها، فنحن لا نطالب إلا بأبسط الحقوق، وهي إنشاء حضانة للأطفال في كل مدرسة»، موضحة أنهن «لا يطالبن الوزارة بتهيئة الحضانات، أو جلب موظفات لها، أو ما يمكن أن يكبد الوزارة تكاليف ليست ضمن موازنتها». وأضافت عائشة، «كل ما نريده هو تعميم يتضمن موافقة الوزارة على إنشاء حضانة داخل كل مدرسة، بإشراف المديرة، وإدارة التربية والتعليم في المنطقة. ونحن على استعداد بتجهيزها بالمعدات والأدوات اللازمة. كما سنتكفل بدفع رواتب المربيات، مقابل أن يبقى أبناؤنا أمام عيوننا، لاسيما في الحالات المرضية، وفي الأوضاع الخاصة، مثل مواعيد اللقاحات». وتضطر عائشة، إلى الخروج من منزلها في مدينة الدمام، في الخامسة صباحاً، لتصل إلى المدرسة التي تعمل فيها في محافظة النعيرية، لتقطع مسافة 500 كيلومتر، ذهاباً وإياباً. وتقول: «لا اعتراض لدي على كوني أعمل في منطقة بعيدة عن مسكني. ولكنني أريد أن يكون أبنائي معي، فعمر أحدهم أربع سنوات، والآخر سنة واحدة. وقدمت على إجازة رعاية مولود العام الماضي وقبلت، إلا أنه في هذا العام تم رفضها، على رغم أنه يحق للمعلمة أن تأخذ ثلاثة أعوام إجازة رعاية مولود، من دون راتب. فيما تتحفظ إدارة التربية والتعليم على بعض الإجازات التي تُقدم حالياً. فكيف يمكن أن نلتزم بالدوام، وأبناؤنا بين أيدي العاملات المنزليات، حيث لا شفقة ولا رحمة في قلوب الكثيرات منهن». بدورها، قالت المعلمة حكيمة اليوسف: «إن الحملة تتضمن مطلباً بسيطاً، وهو الموافقة على إقامة حضانة داخل كل مدرسة، من دون تحمّل الوزارة أي كلفة، بهدف الحفاظ على الأطفال، والاطمئنان عليهم»، موضحة أن «بعض مديرات المدارس يحتسبن ساعات الاستئذان خلال الدوام الرسمي على أنه غياب كامل، إذا أكملت بشكل متقطع المعلمة استئذان ثماني ساعات، أي بمعدل يوم كامل، على رغم أنه استئذان. ويكون للحالات الاضطرارية والظروف الصعبة، وغالباً ما يتعلق بأمراض الأطفال، ومع ذلك لا يوجد مراعاة»، مضيفة «قررنا جلب أبنائنا معنا يوم السبت المقبل، إلى المدارس التي نعمل فيها، احتجاجاً على عدم التجاوب، وعدم مراعاة مشاعرنا كأمهات، خصوصاً بعد مقتل الطفلة البريئة تالا، فلو كانت مع والدتها في المدرسة، لما حصل لها ما حصل. فلماذا نترك الأمور على ما هي عليه»، مؤكدة «لن نصمت حيال مقتل تلك الطفلة». في السياق ذاته، تتدارس معلمات في محافظة ينبع فكرة تخصيص أماكن خاصة للاعتناء بأطفالهن داخل المدارس، أثناء الانشغال عن أطفالهن في الحصص الدراسية، بدلاً من ترك أطفالهن في أيدي عاملات منزليات. ويأتي هذا المقترح خوفاً من تكرار سيناريو مقتل الطفلة تالا غدراً على يد العاملة الإندونيسية. واستعدت معلمات إحدى المدارس الواقعة في حي البندر لتحمل جميع تكاليف تجهيز موقع خاص لحضانة الأطفال في المدرسة، حال موافقة إدارة المدرسة وإدارة التربية والتعليم في ينبع.