طالب عدد كبير من منسوبات التعليم في مدارس طيبة بفتح حضانات في المدارس في جميع مراحلها بداية العام الدراسي الجديد لرعاية أطفالهن الرضع، وذلك بعد عرض مأساة المعلمة أم التوائم الستة، حيث تعيش معظمهن نفس المعاناة، مشيرات إلى أن عددًا كبيرًا من المعلمات لا يجدن من يرعى أطفالهن أثناء غيابهن في العمل، لا سيما من يعملن في القرى النائية ويشددن الرحال قبل صلاة الفجر ويعدن بعد صلاة العصر إلى منازلهن ما يضطرهن إلى ترك أطفالهن الرضع عند أمهاتهن الكبيرات في السن أو حملهم كل صباح إلى منازل الصديقات وإيكال مربيات بأجر ليست لديهن خبرة لرعاية مواليدهن خلال فترة غيابهن في الدوام. نفس المعاناة المعلمة شادية السويلم قالت: إن معاناة أم التوائم الستة التي عرضت على صفحات الجريدة أثارت مشاعرنا أنا وزميلاتي، ونكأت جراحنا المضمدة بشكل مؤقت من فراق أطفالنا في سن الرضاعة والغياب عنهم أكثر من 14ساعة طلبا للعمل الشريف في قرى نائية. وفي ظل جبروت مديرة اقفل النظام مساحات الرحمة في قلبها فهي ترفض اصطحابنا أطفالنا المواليد إلى المدرسة بحجة عدم وجود تعميم يسمح بذلك. رغم محاولتنا إقناعها واستعدادنا إلى تحمل مصاريف تأثيث غرفة خاصة وإحضار خادماتنا للإشراف على أطفالنا الرضع حتى لا يهدر رزق الطفل من الحليب على ملابس العمل. غير أنها تمسكت بتلابيب النظام ضاربة بتوسلاتنا كل معاني الرحمة والشفقة غير آبهة بغيابنا الطويل عن أطفالنا كونها لم تجرب الأمومة وترزق بأطفال ملمحة بطلبنا إجازة رعاية مولود، وهذا ما لم نتمكن من تنفيذه بسبب ما علينا من ديون والتزامات أسرية. حيل الإجازات المرضية وأضافت منيرة العلوني إدارية أنها تعاني ترك رضيعها وأطفالها الثلاثة في المنزل مع الخادمة، مما يسبب لها القلق طوال اليوم، وتطالب بالمساواة مع ما تقوم به بعض المدارس الأهلية والتي تتميز بوجود حضانة لأطفال معلماتها في العديد من المناطق بالمملكة بهدف توفير الاطمئنان الروحي والأمان النفسي لهن. كما انتقدت العلوني عدم مراعاة إدارة تعليم البنات وعدم مبالاتها بالحالة النفسية للأمهات من المعلمات والاكتفاء بإيجاد روضات فقط لا تشمل الحضانة، مما يضطر المعلمة حديثة الولادة ربط إجازتها بإجازة أخرى لرعاية مولودها ينقص نصف راتبها ليذهب للمعلمة البديلة من تحل محلها في المدرسة، مؤكدة أن وجود الطفل حديث الولادة مع أمه في المدرسة يساعدها على عدم تكرار الغياب ويحد من محاولتها إحضار تقارير طبية أو الخروج المبكر لقلقها على رضيعها الصغير. حضانة مواليد مديرة الابتدائية السابعة عشرة وداد حديجان الحربي، شددت على ضرورة توفر حضانة في المجمعات المدرسية لتسجيل أطفال المعلمات من سن المواليد حتى سن الثلاث سنوات على أقل تقدير فهذا يخفف من معاناة المعلمة، مضيفة طالما خرجت المرأة للعمل في قطاع يجمع آلاف النساء، فمن أبسط حقوقهن وجود حضانة في مكان العمل؛ فالحضانة مكملة للعملية التربوية لا سيما في المدارس ليلتحق بها أبناء المعلمات ومنسوبات المدرسة لما لها من تأثير إيجابي على الأم المعلمة والتخفيف من غيابها واستئذانها المستمر. علاوة على المساهمة في الحد من استقدام الخادمات، كون الموظفة تستقدم الخادمة لرعاية أطفالها أثناء غيابها عن المنزل، كما لا بد أن تنظر الوزارة في دراسة الأمر بجدية ومنح تراخيص لمن يرغب في افتتاح حضانة في مدرسة تحت إشرافها وتعيين مشرفات للحضانات واختيار مربيات من حملة الشهادة الثانوية، وبذلك تكون قد استقطبت الخريجات العاطلات بعمل مشروع وهيأت لمنسوبات المدارس أجواء نفسية مريحة. تجربة ناجحة فاطمة الأحمدي مديرة مدرسة أوضحت أنها جربت فكرة إنشاء حضانة في مدرستها قبل خمس سنوات وكانت تجربة ناجحة جدا وموفقة، وتم إلغاؤها بسبب زيادة ملاك المدرسة وزيادة عدد الفصول، الأمر الذي جعلها تستخدم المساحة المخصصة للحضانة وتحويلها إلى فصل دراسي؛ فيما اعترضت ليلى الأحمدي مديرة مدرسة على إنشاء الحضانة في مدرستها خشية انشغال المعلمة بمولودها وإرضاعه كل ساعة أو ساعتين، ما يضطرها للخروج من الحصة للاطمئنان عليه في الحضانة. عمل للخريجات وأشارت الدكتورة سميرة الهذلان اختصاصية نفسية إلى أن وجود حضانات داخل مرافق القطاعات التي تعمل فيها النساء يساعدهن على العمل في أجواء نفسية مريحة. لا سيما في ظل إجازة وضع محدودة تمنح للموظفة لا تكفي لرعاية مولودها وإشباعه من حليبها الطبيعي. خطوة موفقة مدير عام الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور يوسف بن علي الفقي أكد افتتاح حضانات في المدارس، واصفا الفكرة بالخطوة الموفقة . وأشار الفقي إلى أنه لا يملك صلاحية الموافقة على افتتاح حضانات في المدارس في الوقت الحالي، ملمحا إلى أنه في حالة وجود حاجة ملحة للحضانة في مدرسة ما. بالإمكان رفع طلب عن طريق مديرة المدرسة للإدارة وبدورنا نخاطب الوزارة للنظر في إمكانية الموافقة.