قالت «حركة الشباب» الصومالية وسكان أمس السبت إن متمردي الحركة انسحبوا من مدينة كيسمايو بجنوب الصومال أثناء الليل بعد يوم من هجوم شنته القوات الحكومية الصومالية والقوات الكينية على آخر معاقل الحركة. وفقدان كيسمايو سيوجه ضربة كبيرة للحركة التي تربطها صلات بتنظيم «القاعدة» وسيحرمها من عائدات وسيضعف من معنوياتها إلا أنه من غير المرجح أن يمثل نهاية الحركة. وقال شيخ علي محمود راجي الناطق باسم «الشباب» ل «رويترز» أمس: «نقلنا مقاتلينا... من كيسمايو في منتصف الليل». وهدد بشن هجوم من جديد، مضيفاً: «لم يدخل الأعداء البلدة بعد. ليدخلوا كيسمايو التي ستتحول قريباً إلى ساحة معركة». وقالت قوات الدفاع الكينية إن قائدين إقليميين للمتمردين وهما شيخ حسن يعقوب وشيخ عبدالكريم ادو قتلا في غارات جوية في المدينة في وقت متقدم مساء الجمعة وإن خمسة متمردين آخرين لاقوا حتفهم في القتال. وقال ناطق باسم «الشباب» عن العمليات العسكرية ل «رويترز» إن المتمردين لم يتكبدوا أي خسائر. وانسحبت «حركة الشباب» التي أعلنت رسمياً اندماجها مع تنظيم «القاعدة» في شباط (فبراير) من عدد من المناطق الحضرية بما في ذلك العاصمة مقديشو في الشهور الأخيرة تحت ضغط من قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية. وقال الكولونيل سيروس أوجونا الناطق باسم الجيش الكيني ل «رويترز» إنه بحلول ظهر اليوم كانت قواته تسيطر على النصف الشمالي من المدينة. وأكد سكان أن المتشددين انسحبوا في جنح الظلام ولكنهم قالوا إن القوات الكينية التي تقاتل تحت لواء قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والجنود الصوماليين ما زالوا يعسكرون على مشارف المدينة. وحذّر محللون من أن الوقت لا يزال مبكراً للاحتفال في أعقاب انسحاب المتمردين قائلين إنهم تركوا وراءهم بالتأكيد بعض المقاتلين. وقال الخبير الصومالي رشيد عبدي وهو أيضاً رئيس تحرير مجموعة (نيشون ميديا) الكينية: «هذا ليس مؤشراً على أن حركة الشباب تخلت عن الصراع المسلح وليس هناك دليل على أنها حريصة على الاستسلام. ستظل مصدر إزعاج كبير لفترة طويلة للغاية». وتحول المتمردون الذين كانوا ذات يوم يسيطرون على أجزاء شاسعة من الصومال إلى أسلوب الكر والفر واستهدفوا حكومة البلاد الضعيفة بتفجيرات انتحارية واغتيالات. وهناك تقارير بوقوع أعمال نهب في بعض مناطق كيسمايو. وقال أحد شيوخ القبائل ويدعى علي حسين: «لم يختف الشباب وهناك قلق مما سيحدث بعد ذلك». وقال سكان إن رجلاً كان يحتفل بصوت عال بانسحاب مقاتلي «الشباب» من المدينة قبل أن يقتله ملثمان بالرصاص. وقالت حليمة نور وهي أم لثلاثة أبناء: «جاء هذان الملثمان من خلفه وأطلقا عليه عدة أعيرة نارية في الرأس... الآن نحن مذعورون. الكل في كيسمايو يلتزم الصمت. نخاف الحديث في الهاتف ونحن في الخارج». وذكر سكان أن المقاتلين الذين انسحبوا من كيسمايو انتقلوا إلى الغابات الواقعة بين كيسمايو وأفمادو وإلى بلدات أخرى شمال المدينة الساحلية مثل جامامي وكابسوما. وينظر إلى «حركة الشباب» التي تضم بين صفوفها مقاتلين تدربوا على يد تنظيم «القاعدة» على أنها واحدة من أكبر التهديدات بالنسبة لأمن منطقة القرن الأفريقي. ويقول خبراء في مكافحة الإرهاب إن الحركة تتلقى توجيهات من قيادة تنظيم «القاعدة».