شنّت قوات كينية هجوماً قبل فجر أمس الجمعة على مدينة كيسمايو الساحلية الصومالية في عملية استهدفت إخراج مقاتلي «حركة الشباب» المتشددة من آخر معقل كبير لهم. وفي حين توقعت القوات الكينية اكتمال السيطرة على المدينة «بسهولة»، قال سكان إنهم ما زالوا يسمعون أصوات قصف من ناحية الشاطئ خارج كيسمايو ولم يظهر أي جندي كيني في وسط المدينة حيث دعا بعض الأئمة أتباعهم إلى الانضمام إلى «الشباب» في القتال. ومن شأن فقد المدينة الساحلية الجنوبية توجيه ضربة قوية ل «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». اذ تعد كيسمايو مورداً رئيسياً للدخل ومركز العمليات الخاصة بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها، جنوب وسط الصومال منذ عام 2007. وارتبطت «حركة الشباب» رسمياً ب «القاعدة» في شباط (فبراير) الماضي، لكنها فقدت على مدى العام الماضي معقلاً تلو الآخر تحت وطأة هجمات قوات حفظ السلام الافريقية (أميصوم) وقوات الحكومة الصومالية. ورغم أن استعادة القوات الحكومية كيسمايو ستقطع شوطاً طويلاً صوب استتباب الاستقرار في الصومال، فإن هذه الخطوة يمكن أن تدفع المتشددين إلى شن المزيد من هجمات الكر والفر. وقال الكولونيل سيروس أوجونا الناطق باسم الجيش الكيني إن قوات كينية وصومالية تقدمت صوب كيسمايو من الشمال والجنوب ومن البحر في هجوم برمائي. وأضاف ل «رويترز»: «نتحرك باتجاه المدينة الرئيسية. طائراتنا الاستطلاعية تراقب كل حدث على الأرض». وفي كيسمايو، قال سكان إنه يمكنهم سماع دوي القصف قرب الساحل الواقع على بعد حوالي أربعة كيلومترات خارج المدينة بينما حلّقت طائرات هليكوبتر عسكرية. وقال سكان إن متاجر أغلقت وخلت شوارع من المارة. وظهر ملثمون في النوافذ والشرفات. وتوقع الناطق باسم الجيش الكيني السيطرة على كيسمايو بسهولة. لكن «حركة الشباب» قالت إنها لن تتخلى عن المدينة بسهولة. وقال الشيخ عبدالعزيز أبو مصعب الناطق العسكري باسم الحركة ل «رويترز» أمس: «دخول كيسمايو ليس سهلاً. ما زلنا نقاتلهم على الساحل حيث نزلوا». وتابع: «هذه مجرد البداية بالنسبة إلينا. قواتنا منتشرة في كل مكان». وقال أحد سكان كيسمايو إن إذاعة الأندلس الناطقة باسم «الشباب» ما زالت تبث برامجها في كيسمايو وتحض السكان على حمل السلاح والانضمام إلى «الجهاد». وقالت سيدة تدعى حليمة إن سكاناً من مؤيدي «الشباب» انضموا إلى الحركة بأسلحتهم على خط الجبهة. وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد السكان الذين يفرون من المدينة زاد أمس. على صعيد آخر، قال مسؤولون وسكان إن مسلحين قتلوا صحافياً صومالياً بالرصاص أمس الجمعة في حين قُطع رأس صحافي آخر ورميت جثته في الشارع، ما يرفع إلى 15 عدد الصحافيين الذين قُتلوا في الصومال هذا العام. ولم تتبن أي جماعة المسؤولية عن قتلهما. وعثر مواطنون في منطقة تقع مباشرة إلى الشمال من مقديشو على جثة مقطوعة الرأس تعود إلى عبدالرحمن محمد علي (26 عاما) وهو مراسل رياضي. وكانت يداه مربوطتين خلف ظهره وعلى الجثة آثار تعذيب. ولم يسبق أن سُجّل قتل صحافي بقطع الرأس، ولكن طريقة تنفيذ القتل تشير إلى إمكان ضلوع متشددين في الجريمة. وقال أحمد عبدالنور وهو أحد سكان منطقة سوق هولاهو: «لا نعرف من قطع رأسه، لكن قريتنا شهدت حالات عدة لجثث مقطوعة الرأس». وأفاد اتحاد الصحافيين الصوماليين أن مسلحين غير معروفين أطلقوا النار وقتلوا الصحافي أحمد عبدالله فاناه (32 عاماً) الذي يعمل لوكالة الأنباء اليمنية. وأوضح أنه قُتل خلال انتقاله من بيته إلى مقر عمله. والأسبوع الماضي قُتل ثلاثة صحافيين عندما فجّر انتحاري نفسه في مقهى يرتاده إعلاميون وسياسيون في مقديشو. وبعد ذلك بيوم واحد اردى مسلحون صحافيا رابعا.