قال ناشطون وشهود إن الإعدامات الميدانية تتزايد وتيرتها في سورية، ويقوم بها طرفا النزاع ضد معارضيه من الطرف الآخر. يأتي ذلك فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 30 ألف شخص قتلوا في سورية منذ بدء الصراع في هذا البلد. وقال ناشطون إن الإعدامات الميدانية تواصلت أمس في سورية، إذ أعدم فجر أمس 16 شخصاً على الأقل في حي برزة شمال دمشق على يد مسلحين موالين للنظام. وأشار المرصد السوري إلى «استشهاد ما لا يقل عن 16 مواطناً بحارة التركمان بحي برزة بدمشق إثر إطلاق الرصاص عليهم من مسلحين موالين للنظام وفق ناشطين من الحي»، مشيراً إلى أن من بين الضحايا ست نساء وثلاثة أطفال. وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن المسلحين اقتحموا منازل الضحايا الساعة الخامسة فجر أمس (2 ت غ) «وأطلقوا النار عليهم». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «مجزرة ارتكبها شبيحة النظام» الذين «أعدموا الضحايا ميدانياً» في برزة، مشيرة إلى أن من بين الضحايا «رجلاً وثلاثة من أبنائه، وسيدة وابنها، ورجلاً وزوجته وابنته». ويقع حي برزة ذات الغالبية السنّية شمال العاصمة السورية. ووجه المعارضون مراراً اتهامات إلى «الشبيحة» بارتكاب مجازر ضد المدنيين في النزاع المستمر في سورية منذ أكثر من 18 شهراً، وهم عناصر ميليشيات مسلحة مؤيدة للنظام غالبيتهم من العلويين. في موازاة ذلك تحدثت منظمات حقوقية دولية وشهود عن تورط مقاتلي المعارضة في إعدامات ميدانية ضد المعتقلين المؤيدين للنظام بخاصة من عناصر قوات الجيش، خصوصاً في حلب وإدلب حيث أظهرت لقطات فيديو عشرات الجنود مقيدي الأيدي بعد إعدامهم رمياً بالرصاص. إلى ذلك، أعلن المرصد السوري أن عدد ضحايا أعمال العنف في سورية تجاوز 30 ألف قتيل منذ بدء الأزمة. وأوضح أن الضحايا هم 21534 مدنياً و7322 جندياً نظامياً و1168 منشقاً. ويحتسب المرصد في عداد القتلى المدنيين، قتلى المعارضة المسلحين من غير المنشقين. وأشار المرصد إلى أن هذه الحصيلة «لا تشمل الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا في أقبية السجون السورية وتكتشف جثثهم بعد ذلك». كما أنها لا تشمل «الآلاف من الشبيحة (ميليشيات موالية للنظام) الذي قضوا، أو المئات من الجثث التي لم يتم التعرف إليها، وعثر على غالبيتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية». ويصعب التأكد من هذه الأرقام على الأرض في شكل مستقل. وأضاف المرصد «أكثر من 30 ألف قتيل في 18 شهراً، أكثر من 100 ضحية يومياً، وما زال المجتمع الدولي والدول العربية يقولون إنهم يجدر القيام بأمر ما في شأن سورية». ويستند المرصد إلى شبكة من المراقبين والمخبرين على الأرض، ويوثق أسماء كل القتلى الذين يتم الإبلاغ عنهم.