أعلن محامي التنظيمات الإسلامية في الأردن موسى العبداللات أمس أن حرس الحدود الأردني اعتقل ستة سلفيين جهاديين السبت أثناء محاولتهم العبور إلى سورية، مشيراً إلى أن بين المعتقلين ابن أخت أبو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق. وقال العبداللات لفرانس برس إن «قوات حرس الحدود اعتقلت السبت ستة مجاهدين بينهم أبو أسيد ابن أخت الزرقاوي أثناء محاولتهم العبور إلى سورية للجهاد». وقتل الأردني الزرقاوي في غارة أميركية شمال شرقي بغداد عام 2006. وأضاف المحامي أنه «من المتوقع أن توجه لهؤلاء الستة تهمة القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها التأثير في العلاقات مع دولة أجنبية»، مشيراً إلى أن «عقوبة هذه التهمة في حال إدانتهم قد تصل إلى الأشغال الشاقة ما بين 5 إلى 15 عاماً». وأكد أن «عدد المجاهدين من التيار السلفي الذين التحقوا بكتائب التوحيد الإسلامية في سورية بلغ حوالى 100 شخص»، مشيراً إلى أنه «تم حتى الآن تسجيل ستة شهداء منهم». وكان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة صرح السبت بأن قوات حرس الحدود اعتقلت فجر السبت مجموعة مسلحة في إحدى المناطق الحدودية بعد تبادل لإطلاق النار مع أفرادها. ولكن المعايطة، وهو أيضاً الناطق الرسمي باسم الحكومة، لم يعط المزيد من التفاصيل حول مكان اعتقال هؤلاء المسلحين أو عددهم أو جنسياتهم. وكانت الأجهزة الأمنية الأردنية ألقت في حزيران (يونيو) القبض على أردنيين اثنين من التيار السلفي أثناء محاولتهما التسلل داخل الأراضي السورية لقتال قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وفي نيسان (أبريل) الماضي، أعلن أحد قياديي التيار السلفي الجهادي في الأردن، عن قيام السلطات الأردنية باعتقال ثمانية من عناصر التيار حاولوا التسلل إلى سورية «للجهاد» ضد نظام الأسد. ويقول المقاتلون المعارضون السوريون والمحللون إن جهاديين سنة أجانب يقاتلون جنباً إلى جنب ضد قوات الأسد لكن يصعب تقدير أعدادهم التي يمكن أن تكون صغيرة نسبياً. ونسبت دمشق مرات عدة الاضطرابات التي تعيشها البلاد إلى «مجموعات إرهابية مسلحة» مرتبطة بتنظيم القاعدة واتهمتها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في إطار «مؤامرة» يدعمها الخارج. على صعيد آخر، قال مسؤول في جمعية خيرية تعنى بشؤون اللاجئين إن شرطة مكافحة الشغب الأردنية تدخلت ليلة أول من أمس مرة أخرى لتفريق محتجين غاضبين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بعدما أحرقوا خيمة ودمروا ممتلكات. وقال الشيخ زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة، التي تقدم المساعدات لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين لفرانس برس إن «نحو ألف لاجئ سوري تظاهروا احتجاجاً على ظروفهم المعيشية في مخيم الزعتري» الذي يقع في محافظة المفرق على بعد 85 كلم شمال عمان على مقربة من الحدود مع سورية. وأضاف: «أنهم قالوا: إنهم يريدون العودة إلى ديارهم، ودمروا مكاتب للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وأحرقوا خيمة وهاجموا المستشفى الميداني المغربي ورشقوا أطباءه بالحجارة». وأوضح أن «شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين». وأشار إلى وقوع إصابات، وقال: «أنا لست متأكداً من الإصابات ولكن سيارات الإسعاف هرعت بهم إلى المستشفى». وفي 29 آب (أغسطس) الماضي، أصيب 26 من رجال الشرطة والدرك اثر حدوث أعمال شغب «احتجاجاً على سوء الخدمات» داخل المخيم الذي يضم أكثر من 30 ألف لاجئ. وفي 23 آب الماضي تم استدعاء شرطة مكافحة الشغب من أجل تفريق مجموعة من اللاجئين السورين الغاضبين في هذا المخيم بعدما اصطدموا مع الحرس أثناء محاولتهم مغادرة المخيم. وقد اشتكى اللاجئون من الطقس الحار والغبار وعدم وجود الكهرباء، حيث متوسط درجات الحرارة في فصل الصيف 40 درجة بينما قال نشطاء انه «لا يرقى إلى مستوى المعايير الدولية». لكن الأردن والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يقولان إن محدودية الموارد والتدفق المستمر للاجئين، يحدان من قدرتهما على التعامل مع الأزمة.