قال أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن: «المبعوث الأممي - العربي إلى سورية الأخضر الابراهيمي غير قادر في المرحلة الحالية على تقديم اقتراحات حول مهمته في سورية، وإنه سيقوم مجدداً بجولة إلى المنطقة وإلى دمشق، مشيراً إلى أن الابراهيمي يحتاج إلى أسابيع عدة قبل تقديم تقرير مرتبط بمهمته». ونقل بان كي مون لهولاند انطباع الابراهيمي بأن الوضع بالغ الصعوبة، وأنه لم يلمس لدى الرئيس السوري بشار الأسد استعداداً لتسوية مبنية على انتقال السلطة، وأن الأسد يشعر بأنه ما زال يحظى بشعبية وأن بإمكانه الفوز في انتخابات في بلده. وأفادت مصادر مطلعة بأن هذا الانطباع جعل بان كي مون والإبراهيمي بالغي التشاؤم حيال قدرة الأسد على المساهمة في حل الأزمة عبر نقل السلطة، وهذا ما ابلغه بان كي مون إلى الرئيس الفرنسي خلال مأدبة عشاء أقامها لهولاند ووفده الوزاري فور وصوله إلى نيويورك، وذلك في لفتة خاصة من الأمين العام للأمم المتحدة للرئيس الفرنسي من بين باقي الرؤساء المشاركين في أعمال الجمعية العمومية بحسب مسؤول رفيع في الوفد الفرنسي المرافق لهولاند. وتابع المسؤول أن بان كي مون ناقش قضايا عدة من بينها تغيير الموقف الروسي إزاء سورية ودور إيران في الأزمة وكيف يمكن دفع المعارضة السورية إلى أن تكون اكثر تجانساً. وأفادت المصادر بأنه تم التشديد خلال المباحثات على أهمية أن تستمر فرنسا في عملها في إقناع المعارضة السورية بضرورة التوحد والتحرك المتجانس. ونقل مسؤول فرنسي مطلع، عن هولاند، قناعته بضرورة تسلم شخصية من المعارضة السورية قيادتها وتوحيدها كي لا تبقى مجموعات مجزأة، موضحاً أن هولاند يرى انه من المهم أن تكون المعارضة ممثلة بوجه بارز، وهذا ما تدفع فرنسا نحو تحقيقه. وجرى النقاش أيضاً بين هولاند وبان كي مون، حول المناطق المحررة على الأرض السورية. وقيم بان كي مون الجهود الفرنسية على هذا الصعيد، فيما طرح الرئيس الفرنسي بوضوح مسالة حماية هذه المناطق المحررة. وبحسب المصدر المطلع، فقد كان لدى الأمين العام وضيفه الفرنسي قلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية في سورية، فبان كي مون يعتبر أن عدد اللاجئين السوريين إلى دول الجوار هو ثلاث مئة ألف وأن هناك تخوفاً كبيراً من تأثير الأزمة في الأردن، حيث قد يبلغ عدد اللاجئين مئة ألف هناك، كما لاحظ بان كي مون ضعف التعبئة الدولية للاستجابة لمساعدة هؤلاء اللاجئين ما يتطلب المزيد من الجهود. وذكّر هولاند بجهود فرنسا، سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الأوروبي، على هذا الصعيد، إذ قدمت فرنسا 10 ملايين يورو للاجئين بحسب المسؤول. وناقش الرئيس الفرنسي مع بان كي مون كذلك الدور الإيراني في الأزمة السورية، مشيراً إلى تزايد الأدلة التي تظهر تدخلاً إيرانياً مباشراً في الأزمة عبر إرسال مستشارين عسكريين إلى سورية مع دعم عسكري ولوجستي إيراني للنظام السوري. وأجرى الرئيس الفرنسي في نيويورك سلسلة لقاءات ثنائية استهلها بلقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري محمد موسي، ورئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.