أوضحت مصادر فرنسية ل»الحياة» بعد لقاء الرئيس فرنسوا هولاند مع الرئيس السابق للحكومة اللبنانية، زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري مساء اول من أمس في قصر الاليزيه، ان الرئيس الفرنسي رغب في استقبال الحريري «صديق فرنسا» بإظهار حرارة وحفاوة، من خلال مراسم رسمية، وانه غير عاتب على علاقة الحريري المميزة مع سلفه وان فرنسا ترى ان الحريري له دور مهم وان هولاند يعتمد عليه. ووصفت المصادر الفرنسية اللقاء بأنه كان ودياً وحاراً، وان هولاند أعرب للحريري عن ثقته به وعلى اعتماده عليه للمساهمة في الحفاظ على استقلال لبنان وسيادته وسلامته، وبحث هولاند معه كيف يمكن لفرنسا ان تكون مفيدة للبنان كما اكد له التزام فرنسا حماية استقلال لبنان وسيادته. وتطرق الحريري مع الرئيس الفرنسي الى الموضوع اللبناني والوضع السوري. وقالت المصادر الفرنسية ان الحريري عبّر لهولاند عن مخاوفه من القانون الانتخابي الحالي «واذا مر وأُجريت الانتخابات بناء عليه سيؤدي ذلك الى هيمنة «حزب الله» على البلد عبر الانتخابات فإذا حصل ذلك بعد سقوط النظام في سورية سيعني ان هناك خطر خسارة الديموقراطية في لبنان بعد استعادتها في سورية». ووافقه هولاند، وفق المصادر ذاتها، على ضرورة الحفاظ على الديموقراطية في لبنان، «واوضح الحريري ان مشروع القانون الانتخابي الحالي لن يحظى بالغالبية في المجلس، وعبّر عن مخاوفه من ان يأخذ «حزب الله» السلطة سياسياً في لبنان بعد سقوط النظام السوري». وقالت المصادر الفرنسية ل»الحياة» انها لمست من المحادثات التي اجراها النائب وليد جنبلاط في باريس مع المسؤؤلين في الرئاسة والخارجية انه واثق ان مشروع القانون الانتخابي الحالي لن يمر لأن كتلته لن تصوت عليه ولن يحصل على الغالبية. ورأت مصادر لبنانية ان هولاند على معرفة واسعة بالوضع اللبناني وتفاصيله خصوصا انه كان زار لبنان في 14 اذار (مارس) 2005 عندما كان نائباً ومسؤولاً في الحزب الاشتراكي. الى ذلك، قالت المصادر الفرنسية ان هولاند والحريري تحدثا عن الاوضاع في سورية، موضحة ان «باريس تعمل مع دول صديقة منها الولاياتالمتحدة والسعودية وقطر وتركيا لمساعدة الثوار السوريين على الارض. كما تعمل لدفع المعارضة السورية الى ان تشكل حكومة بسرعة تكون البديل الشرعي الذي يمكنه ان يتحاور مع الدول التي تساعد المعارضة». وزادت المصادر ان «من المستحسن ان تشكل المعارضة مجموعة قيادية من حوالى عشرة اعضاء يمثلون جميع مكونات المجتمع السوري ولكن بسرعة كي تكون المحاور الشرعي الانتقالي من دون الاهتمام بحقائب وزارية في المرحلة الحالية، فالمطلوب هيئة قيادية تكون المحاور الشرعي الانتقالي وتوحد صفوف المعارضة». وافادت المصادر ان هولاند تطرق مع الحريري الى موضوع المعارضة السورية وضرورة توحيدها. ورأت ان «روسيا تظهر نوعاً من السخرية السوداء (cynisme) باصرارها على حل مع (الرئيس السوري) بشار الاسد واجراء انتخابات رئاسية في سورية في 2014 وهذا ما عرضه نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف على القيادة الفرنسية خلال لقائه المسؤؤلين في بداية الاسبوع؛ وقال له المسؤولون الفرنسيون انه ينبغي ان تتفهم روسيا ان ليس هناك حل مع الاسد على ان يتم الحفاظ على مكونات المجتمع السوري والاساس فيها». وتريد روسيا بحسب المصادر، «اطلاق مفاوضات في مجلس الامن... لكن ليست هناك أي آلية لفرض حل على سورية طالما ترفض روسيا مبدأ الفصل السابع». ولفتت المصادر الفرنسية الى ان اثارة هذه المواضيع من جانب هولاند مع الحريري «من منطلق رؤية فرنسية مفادها ان الحريري يلعب دوراً في هذا الملف». واكدت المصادر ان هولاند ارسل وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الذي وصل امس الى بيروت، «للتعبير عن تأكيد فرنسا مجددا وفي هذه الظروف دعمها استقرار لبنان وسيادته وللنظر ايضا في موضوع مساعدة اللاجئين السوريين في كل من لبنان والاردن». بيان الاليزيه وكانت الرئاسة الفرنسية، اصدرت بياناً بعد الزيارة ليل اول من امس، اوضحت فيه ان «هولاند بحث مع الحريري في الوضع القلق في سورية وارتداداته على دول المنطقة وخصوصاً لبنان، وشدد الرئيس هولاند على الحاجة الملحة الى العمل من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان وأكد مجدداً دعمه للسلطات اللبنانية والتزامه استقلال لبنان وسلامة أراضيه». وحيا هولاند، بحسب بيان الاليزيه، «الخطاب المسؤول للزعماء والمسؤولين اللبنانيين المنبثقين من اتجاهات مختلفة والذين يعبرون عن رسائل اعتدال وتهدئة للشعب اللبناني والدعوة الى حوار ضروري في الوضع القائم».