خلال مغادرته أرضية ملعب «لوفتس رود»، بدا على الإسباني فرناندو توريس الهمّ والحزن، وهو يصل إلى النفق المؤدي إلى غرف الملابس، وذلك بعدما استبدله المدير الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو قبل نهاية اللقاء، الذي تعادل فيه تشلسي مع كوينز بارك رينجرز من دون أهداف. الحزن رافق «النينو» أيضاً خلال تدريبات «البلوز» يوم الاثنين الماضي. توريس شارك أساسياً أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، إذ قص الفريق الإنكليزي شريط مهمته في الدفاع عن اللقب الذي أحرزه الموسم الماضي، لكن لغة جسد توريس تشير إلى الكثير من التساؤلات. منذ أن انتقل المهاجم الإسباني إلى تشلسي قادماً من ليفربول ربط اسم توريس بالعودة إلى ليفربول في أكثر من مناسبة، خصوصاً أن الفريق الإنكليزي ساعده في التحول إلى أحد أهم المهاجمين على مستوى العالم منذ أن انتقل إليه عام 2007. القصة الحقيقية عند المدير الرياضي السابق لليفربول داميان كومولي، الذي رسم خطة لإعادة توريس إلى ليفربول، واعتبر من السهل جداً تحقيقها. كما هو معروف أن ليفربول باع فرناندو توريس إلى تشلسي في مقابل 50 مليون جنيه إسترليني بعقد لمدة 5 سنوات، لكن المدرب الذي كان أكثر الداعمين للصفقة الإيطالي كارلو أنشيلوتي أقيل من منصبه لفشله في الاحتفاظ بلقب الدوري والفوز بدوري أبطال أوروبا موسم 2010-2011. توريس خلال الفترة من 19 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 18 آذار (مارس) عام 2011 لم يهز الشباك بقميص الفريق اللندني، إذ وصل إلى 25 ساعة و40 دقيقة من دون هدف، وخلال هذه الفترة أقيل البرتغالي أندريه فيلاش بواش من الجهاز الفني للفريق وفشل الإسباني خوان ماتا طويلاً في الوصول إلى صيغة لمساعدة ابن بلده توريس. شخص واحد كان يفكر في إعادة توريس إلى «انفيلد رود» هو داميان كومولي، إذ وضع خطة إعادة توريس على الطاولة حين سافر إلى فلوريدا لمقابلة رئيس نادي ليفربول جون هنري وشريكه توم ويرنر. كومولي كان يعرف أن توريس يسطع حين يلعب طريقة ليفربول، وهو كان مثالاً حين لعب 102 مباراة سجل خلالها 65 هدفاً بالقميص الأحمر على إستاد «انفيلد رود». توريس سجل 81 هدفاً في «الميرسيسايد» منهم 56 هدفاً مخترقاً الدفاع بتمريرة بينية وبدا أن طريقة لعب «الحمر» تساعد توريس في التألق، وكان هناك لاعب من غرفة ملابس الفريق متشجعاً لعودة توريس، وهو الأوروغوياني لويس سواريز، إذ كان يتطلع للمشاركة معه في خط الهجوم. سواريز انتقل الى ليفربول في كانون الثاني (يناير) 2011 على اساس انه مهاجم ثان في خط الهجوم، وداميان كومولي كان يعلم ان الاخير لن يتمكن من تسجيل عدد الاهداف نفسه الذي سجله في الدوري الهولندي. فكرة كومولي كانت في مكانها، لأن سواريز لم يسجل الا 17 هدفاً في 48 مباراة خاضها مع ليفربول في الدوري الانكليزي في مقابل 81 هدفاً في 110 مباريات خاضها في الدوري الهولندي، وهناك مثل آخر في لاعب ليفربول المنتقل الى الدوري التركي هو الهولندي ديرك كاوت، إذ سجل 71 هدفاً في 98 مباراة مع فينورد روتردام في هولندا في مقابل 51 هدفاً في 208 مباريات لعبها بقميص ليفربول. هنا كومولي كان متحمساً للصفقة، لكنه أقيل من منصبه في 12 نيسان (ابريل) الماضي من دون انذار وقبل يومين فقط من مباراة نصف النهائي امام ايفرتون في مسابقة كأس انكلترا. وبعد اسبوعين من اقالة كومولي سجل توريس امام برشلونة في الوقت المحتسب بدل الضائع ضمن منافسات دوري ابطال اوروبا ليساعد «البلوز» في الوصول الى النهائي ومقابلة بايرن ميونيخ على استاد «اليانز ارينا» في ميونيخ ويفوز فريقه بركلات الترجيح ويتوج بلقب دوري الابطال للمرة الاولى في تاريخه. يفترض أن يكون موسم 2012-2013 موسم توريس مع تشلسي خصوصاً مع رحيل دروغبا وهو إلى الان سجل هدفين ضمن النظام الذي وضعه المدير الفني روبرتو دي ماتيو وتوريس هو نقطته الاساسية، واذا فشل «النينو» قد يشاهد مهاجم اتلتيكو مدريد الكولومبي رداميل فالكاو في اروقة «ستامفورد بريدج» مستقبلاً، فيما إمكان عودته إلى «انفيلد رود» مات في مهده برحيل داميان كومولي.