ناقش الرئيس المصري محمد مرسي ونظيره السوداني عمر البشير الذي وصل إلى القاهرة أمس في زيارة تستغرق يومين، مشاريع تعاون بين بلديهما، لا سيما في المجال الزراعي. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي في بيان أمس إن «الرئيسين بحثا في سبل تعزيز وتطوير العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين مصر والسودان بما فيه مصلحة البلدين وتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية لمصلحة الشعب الواحد في مصر والسودان»، موضحاً أنه «تم البحث في قضايا التعاون المشترك، خصوصاً ما يتعلق بالأمن الغذائي، واتفق الجانبان على سرعة تفعيل المشاريع الكبرى وفي مقدمها المزرعة المصرية في الولاية الشمالية في السودان ومزرعة الإنتاج الحيواني وكذلك حجم استيراد مصر من اللحوم السودانية». وأضاف: «تم البحث في كل قطاعات التكامل بين البلدين الشقيقين ووجه الرئيسان بسرعة استكمال وافتتاح الطريق البرية بين البلدين لتسهيل مرور البضائع والأفراد... كما تم الاتفاق أيضاً على افتتاح فرع للبنك الأهلي المصري في السودان الخميس المقبل بحضور رئيس الوزراء هشام قنديل» الذي يزور السودان هذا الأسبوع. وأوضح أنه «تم أيضاً البحث في التعاون بين البلدين في تطوير الصناعات، وبخاصة الصغيرة والمتوسطة وإنشاء المدن الصناعية وتوسيع نطاق نقل الخبرة بين البلدين وتوسيع النشاط التدريبي بإقامة مراكز متخصصة». ولفت إلى أن مرسي والبشير «أصدرا تعليماتهما بضرورة البحث في الإسراع في زيادة معدلات حركة التجارة بين البلدين وتشجيع المستثمرين المصريين والسودانيين من خلال إنشاء آلية مالية مشتركة بين البنكين المركزيين في البلدين يتم من خلالهما تسهيل المعاملات ومعالجة مشاكل تراكم متحصلات الشركات عبر البلدين». ورداً على الانتقادات الموجهة إلى زيارة البشير مصر رغم انه مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، قال علي إن «هناك قراراً من الاتحاد الأفريقي يطالب بمراجعة قرار المحكمة، ومصر ملتزمة الموقف الأفريقي في هذا الشأن». وعلى صعيد الأزمة بين دول حوض النيل في شأن تقاسم المياه، قال إن «الحديث تطرق إلى موضوع المياه وسيتضمنه البيان المشترك الذي يصدر (اليوم) في ختام زيارة الوفد السوداني مصر». وشدد على أن «قضية مياه النيل تمثل قضية امن قومي مصري، وتم الحوار في شأنه مع الأشقاء في السودان وموقف البلدين واحد في هذا الصدد». وعن تأجيل افتتاح الطريق البرية بين مصر والسودان، قال علي إن «المتبقي فقط هو إقامة المباني على معابر الطريق من الجانبين المصري والسوداني والأمر مسألة وقت قصير فقط». ولفت إلى أن «المحادثات مستمرة أيضاً بين مصر والسودان في ما يتعلق بتطبيق اتفاق الحريات الأربع».