وصفت مصادر سياسية مصرية زيارة رئيس الحكومة المصري الدكتور عصام شرف للخرطوم وجوبا بعد غد الأحد بالمهمة وأنها جاءت في توقيت بالغ التعقيد والخطورة بعد أن تسربت معلومات للجانب المصري بأن الخرطوم قد لاتصمد طويلًا في موقفها الرافض للتوقيع على اتفاقية مياه دول حوض النيل (عنتيبى) مما يدفع مصر إلى المواجهة المنفردة مع دول حوض النيل، وهي القضية التي كانت محور نقاشات موسعة داخل المجلس الأعلى للمياه بمصر، حيث تم تشكيل فريق عمل موحد تحت إشراف رئيس الوزاء المصري الدكتور عصام شرف شخصيًا وتكليفه بإدارة الملف، وخلصت اجتماعات المجلس الأعلى للمياه إلى ضرورة تحرك الدكتور شرف لدعم صمود السودان في موقفه الرافض للتوقيع على اتفاقية عنتيبى واستمرار التعاون المصري السوداني في موقفهما من قضية المياه مع دول حوض النيل. وكانت بورندي هى العضو السادس الذى انضم للاتفاقية الجديدة وشكّل الموقعون أغلبية تجعل الاتفاقيات السابقة والمنظمة لحصص المياه خارج السياق وهو مايعني تحلل الدول الست الموقعة من الإلتزام بحصة مصر و والمحددة ب 55.5 مليار م3 ، وكذلك السودان ومقدارها ،18.5 مليار م3 ، وفي جوبا عاصمة دولة جنوب السودان الوليدة، من المقرر أن يشهد شرف والوفد الرفيع المستوى المرافق له افتتاح فرع جامعة الاسكندرية في جنوب السودان والتأكيد على استمرار التعاون بين القاهرةوجوبا بعد استقلال دولة الجنوب. من ناحيته قال مدير مكتب المؤتمر الوطني السوداني بالقاهرة الدكتور وليد سيد: إن الموقف السوداني ثابت ولا مجال للحديث عن تراجع الخرطوم عن صمودها وأنها مع الحفاظ على حقوق السودان ومصر فى مياه النيل واستمرار التعاون والتنسيق في موقف البلدين. وقال رئيس وحدة أبحاث السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية هاني رسلان: إن زيارة الدكتور عصام شرف للسودان (شمالا وجنوبا ) لتأكيد انفتاح القاهرة على الاشقاء في السودان بشطريه، كما أن الزيارة بهذا الحجم تعكس أيضا محورية السودان في السياسة الخارجية المصرية وأهمية الدور السوداني في ملف مياه النيل والذي بات يشكل قلقا مصريا حقيقيا في هذا الوقت بعد توقيع بورندي على اتفاقية عنتيبى.