انهى وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس زيارة للبنان التقى خلالها رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي والمجلس النيابي نبيه بري ووزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة. وكان لودريان اختتم الزيارة ظهراً بزيارة القوات الفرنسية المشاركة في القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) في موقعها في دير كيفا. ومكنت الزيارة الجانب الفرنسي من الاستنتاج ان جميع القيادات في لبنان يجمع على رغبة حقيقية في تعزيز قدرة الجيش اللبناني. فقد أكد له ميقاتي ان حكومته ستخصص خلال خمس سنوات 1.6 بليون دولار لتحديث وتطوير الجيش. وكانت زيارته للجنوب اللبناني حيث تفقد الوحدة الفرنسية التي تضم 850 جندياً، بحسب ما قاله ل «الحياة» قيادي عسكري في القوة، مناسبة للوزير كي يؤكد للقوة الفرنسية اعتزازه بالعمل الذي تقوم به في منطقة بالغة الحساسية كما وصفها، مؤكداً للعسكريين ان كل القيادات اللبنانية اعربت عن ارتياحها ورضاها لعملهم لحفظ الاستقرار في المنطقة. وقال لودريان انه اراد هذه الزيارة لكي يعبر عن تمني فرنسا واصرارها «على ان يحافظ لبنان على استقراره وسيادته وهدوئه في ظل الاحداث السورية». وكانت الزيارة مناسبة لتأكيد قائد القوة الفرنسية الجنرال لافال ان الوضع في الجنوب هادئ «على عكس باقي المناطق»، وانه منذ اكثر من سنة لم تشهد يونيفيل اي حوادث في منطقة عملها. وقال كولونيل فرنسي في الوحدة ان العمل مع الجيش اللبناني «اصبح جيداً، فهناك اسبوعياً مهمات مشتركة بين القوات الفرنسية في يونيفيل وحوالى 300 جندي لبناني متعددي الطوائف من جميع انحاء لبنان يقومون بمهمات مشتركة في قطاعات مختلفة مثل الانقاذ والمساعدة والدوريات وغيره». وقال الوزير الفرنسي ان «وجود يونيفيل بما فيها الوحدات الفرنسية الاساسية فيها (الخامسة بالعدد لكنها الأكثر تجهيزاً وإعداداً للمهمات الصعبة والحساسة) هو عامل استقرار من اجل السلام للبنان والمنطقة». واثنى على عمل الجنود الفرنسيين، مؤكداً إبقاء القوة الفرنسية في «يونيفيل». اما في الاردن، فعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على لقاء لودريان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، انه «طلب من الوزير الفرنسي تعزيز الوجود الفرنسي على الحدود مع سورية لأن الاردن يتخوف من زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة بفعل احداث سورية، فيما فرنسا والاردن وعدد من الدول العربية الصديقة تعمل على دفع المعارضة السورية كي تشكل هيأة حكماء يعملون لتشكيل حكومة انتقالية تكون محاوراً شرعياً للمجتمع الدولي... ورئيس الحكومة السوري المنشق رياض حجاب والعميد حج علي المنشق ايضاً والموجودان في الاردن قد يكونان من بين الشخصيات التي تعمل معها هذه الدول للدفع نحو انشاء حكومة او هيئة انتقالية لما بعد الرئيس بشار الأسد». والجدير بالذكر في هذا الاطار ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي زار باريس الاسبوع الماضي ورغب بلقاء عدد من المعارضين السوريين، زار ايضاً نائب الرئيس السوري السابق الموجود في باريس عبد الحليم خدام في منزله الباريسي. الا ان بوغدانوف لم يأت بموقف جديد.