نقل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق أمين الجميل عن خبراء فرنسيين التقاهم خلال وجوده في باريس هذا الأسبوع، تساؤلهم عما اذا كان ينبغي على أوروبا أن تبقى ملتزمة مشاركتها في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفل) في ظل التهديد الذي تتعرض له. وأوضح أنهم يسألون عن سبب بقاء هذه القوات إذا كان الشعب اللبناني لا يريدها ويتم تهديدها. إلا أن الجميل أكد أن هذا ليس الموقف الرسمي للوزراء الذين التقاهم ولم يرغب في الكشف عن هوياتهم. وكان الجميل أجرى مشاورات مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في العاصمة الفرنسية قبل توجهه إلى بروكسيل للقاء أعضاء «حزب الشعب الأوروبي». والتقى ممثلين عن الصحافة اللبنانية في باريس. وقال: «إن هؤلاء الخبراء يسألون الى أي حد يشكل حزب الله ضمانة لأهداف يونيفيل في لبنان»، لكنه لفت إلى «أن ليس لهؤلاء الخبراء صفة رسمية، ولكنها تساؤلات نسمعها للمرة الأولى وتركز على إمكان بقاء يونيفيل في ظل حكومة يسيطر عليها حزب الله وسهولة التعاطي معها في ظل ظروف كهذه». وعن الأحداث في سورية، قال: «إن النظام السوري يحاول تسويق مقولة إن نظام بشار الأسد لا بديل منه إلا الفوضى والسلفيون أو المتطرفون». ولكنه اعتبر «أنها مقولة لم تعد مقنعة لأنه يحتاج الى من يؤمن له الوضع الداخلي، ولا أحد يدرك الى اين سيصل وأن النظام لن يسقط بسرعة ولكن لا يمكن أن يبقى على ما هو ولا يمكن أن تبقى الأوضاع على ما هي، انكسرت الهيبة وانكسر عنصر الخوف عند الشعب، إضافة إلى أن التفاهم الضمني الذي كان موجوداً بين سورية وإسرائيل لم يعد موجوداً. كذلك الأمر بالنسبة الى الموقف التركي وهذا أساسي، لذا سنشهد تغييرات في سورية ولكن لا نعرف بأي سرعة ولا بأي حجم». وعن تأثير ذلك على لبنان، قال الجميل: «هناك توازنات معينة على الساحة اللبنانية تمنع أي جنوح أساسي يغير في المعادلة اللبنانية في ما يتعلق بالنظام اللبناني». وعن مخاوف مسيحيي الشرق الأوسط بسبب الأوضاع الراهنة، قال: «بقدر ما يلعب المسيحيون دوراً في الحراك والمتغيرات التي تحصل في العالم العربي سيكون لهم تأثير فيها ويكونون جزءاً من هذا التطور وهذا يحمي في شكل أو آخر». وقال: «نطالب كل الأطراف، من معنا ومن ضدنا، بأن نحيد لبنان عن أي أزمة خارجية كي لا يكسر بعضنا بعضاً من أجل قضية لسنا طرفاً أساسياً فيها، فنحن لا يمكننا، تسريع ولا تأخير، أي أحداث في سورية. يكفينا ما دفعناه من شهداء». وعن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لفت الى «انها احادية وستعيش على وتيرة التطورات على صعيد الوضع السوري والقرار الظني الذي سيكون له تأثير بالغ في الساحة اللبنانية». وعن دور رئيس الجمهورية، قال: «الدستور لم يعطه صلاحيات ليتمكن من تحقيق قسمه الدستوري، من جهة أخرى ليس للرئيس حزب لتكون له كتلة نيابية أداة لعمله السياسي، ولا يملك الرئيس القدرات للتحرك فيضطر الى أن يتأقلم مع ظروف هي أكبر منه، وشهدنا طلبات (رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي) العماد ميشال عون ومنطلقات الرئيس ميقاتي التي جعلت الرئيس تقريباً في مأزق، ولهذا السبب لن أجري تقويماً لدور الرئيس». مدرعات فرنسية للجيش اللبناني وفي السياق، سلّم السفير الفرنسي لدى لبنان دنيس بييتون أمس نيابة عن حكومته، ثماني ناقلات جند مدرعة للقوات المسلحة اللبنانية في احتفال في مقر قيادة «يونيفيل» - الناقورة، حضره القائد العام ل «يونيفيل» اللواء ألبيرتو أسارتا والعميد رفعت شكر ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير الموارد في «يونيفيل» غيريش سينها ورئيس هيئة الأركان العميد الفرنسي كزافييه دو فوالمونت. وكانت الناقلات المدرعة تستخدمها الوحدة الفرنسية العاملة في إطار «يونيفيل» وأعيدت إلى الجيش الفرنسي فقررت الدولة الفرنسية تقديمها مباشرة للجيش اللبناني. وجاء في بيان صادر عن إعلام «يونيفيل»: «يأتي تسليم ناقلات الجند المدرعة من فرنسا اليوم ليسلط الضوء على أهمية الشراكة بين الجيش اللبناني ويونيفيل».