بدأ العد العكسي لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لبنان بدءاً من ظهر يوم الجمعة المقبل حتى يوم الأحد في 16 الجاري، وسط استنفار سياسي وديني وشعبي لاستقباله، خصوصاً أنه سيوقع الإرشاد الرسولي لسينودس الكنيسة الكاثوليكية حول الشرق الأوسط والذي يتضمن رؤية الكنيسة حول أوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة ودورهم. وأعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يعلّق أهمية على هذه الزيارة، لمصلحة لبنان، أن «البابا مصر على المجيء الى لبنان والفاتيكان يستعلم عن الوضع فيه ومتأكد أنه سليم... ويشجع المسيحيين على الاشتراك في القرار والتمسك بالأرض». في هذا الوقت طرأ تطور جديد أمس على ملف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة الموقوف منذ 9 آب (أغسطس) الماضي بتهمة نقل متفجرات في سياق مخطط للفتنة الطائفية مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي المملوك وضابط سوري آخر يدعى عدنان، إذ أوضحت مصادر قضائية أن فحوص ال»دي.ان آي» التي أجريت على آثار رفعت عن مقعد الجهة اليمنى في سيارة سماحة «أودي – آي 8» التي استعملها لنقل 24 متفجرة من سورية الى لبنان، أثبتت أنها تعود الى المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن المتقاعد جميل السيد. وفيما ذكرت مواقع إلكترونية أن هذه الفحوص أكدت أن اللواء السيد كان برفقة سماحة في سيارته حين نقل المتفجرات، اكتفى السيد بالقول لمحطات تلفزيونية لبنانية إن «هذه المرة الرابعة التي يزج فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي باسمه في قضية سماحة وطالما الأمر أصبح في يد القضاء فلا مشكلة». وهاجم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن. وكان فرع المعلومات رفع تقريراً بالفحوص والتحقيقات حول مسألة من رافق سماحة في سيارته، الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الذي قالت مصادر قضائية إنه يدرس الملف الجديد ليقرر ما إذا كان سيحيله على قاضي التحقيق العسكري في ملف سماحة، القاضي رياض أبو غيدا، للتحقيق مع اللواء السيد في شأنه. وفي سياق متصل، قال رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط أمس أن الإفراج عن 3 ضباط كانوا موقوفين على ذمة التحقيق في قضية مقتل الشيخين في عكار في أيار (مايو) الماضي «يطرح أكثر من علامة استفهام»، ودعا الى التنبه الى «ألا تكون هذه الخطوة مقدمة لقرارات أخرى... تمهيداً للإفراج عن المدعو ميشال سماحة». وكان الرئيس سليمان أدلى بحديث مطول الى «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أكد فيه أن «العلاقة المميزة مع سورية ليست مرهونة بفريق سياسي في لبنان ولا بمن يحكم سورية». وتحدث عن العلاقة التاريخية بين الشعبين والدولتين ودعا الى «تصحيح الشوائب المعروفة وتعديل الاتفاقات لمصلحة البلدين». وإذ اعتبر سليمان أن «مصلحة البلد مؤمنة بوجود هذه الحكومة التي ربما تستمر حتى الانتخابات النيابية»، قال إن «بإمكان قوى 14 آذار (التي رفعت مذكرة إليه هاجمت فيها الحكومة) أن تطرح الثقة بها»، ورأى أن أي مذكرة تأتي الى الرئيس «يجب ألا تنشر مسبقاً». في المقابل، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن استقالة حكومته مسحوبة من التداول وأن الوقت ليس مناسباً لإلغاء الاتفاقات مع سورية. وقال عن سياسة النأي بالنفس حيال الأزمة السورية: «عندما تكون هناك محاولات لتفجير لبنان من سورية لن ننأى بأنفسنا وسنتخذ الإجراءات الضرورية». وأضاف: «أتحدى أياً كان أن يقول بماذا سايرت الحكومة النظام السوري». وفي باريس، يستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء غد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري. وهو اللقاء الأول مع الحريري منذ تولي هولاند الرئاسة الفرنسية. وكان الحريري التقى وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الأسبوع الماضي. ويزور وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان لبنان الخميس والجمعة المقبلين، ويلتقي كبار المسؤولين، ويتفقد في اليوم الثاني من الزيارة الوحدة الفرنسية العاملة في إطار قوات «يونيفيل» في الجنوب. ونقلت مصادر مطلعة على لقاء الحريري مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مساء أول من أمس في العاصمة الفرنسية أن الحريري أعرب له عن استيائه من القصف السوري على القرى اللبنانية قائلاً إن روسيا صوتت على القرار 1701 وإن القصف على القرى اللبنانية هو خرق لذلك. ووعد بوغدانوف باتخاذ إجراء مناسب بهذا الموضوع. كما قال له الحريري إن موقف روسيا إزاء الوضع في سورية سيفقدها صداقة عدد من الدول العربية. ورد بوغدانوف أن موقف روسيا ليس دفاعاً عن بشار الأسد ونظامه لكن موسكو مستاءة من صيغة التعامل الدولي مع الوضع السوري. ورد الحريري معتبراً ما يجري داخل سورية سببه نهج النظام مع شعبه. وأشارت المصادر الى أن ما قاله بوغدانوف أظهر أن الموقف الروسي ما زال على حاله من الوضع في سورية، فيما تركز البحث بينه وبين الحريري على الوضع في لبنان، فأكد المسؤول الروسي أن موسكو ضد أي محاولة لزعزعة الاستقرار فيه.