كشفت مصادر فرنسية ل«الحياة» ان جدلاً يدور في الاوساط الفرنسية المسؤولة عن مهمة الوحدة الفرنسية العاملة في اطار القوات الدولية في الجنوب اللبناني (يونيفيل). فوزارة الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين يعتبرون انه لا يمكن البقاء الى ما لا نهاية في «يونيفيل» وأن عدد الجنود، وهو 1500 جندي، كثير ولا حاجة لبقاء مثل هذه القوة من دون اعادة التفكير في مهمتها والحاجة الى بقائها. اما وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي فهو من رأي مسؤوليه العسكريين في حين ان وزارة الخارجية والوزير الان جوبيه على قناعة بضرورة إبقاء القوات الفرنسية ضمن «يونيفيل» على ان تجرى مراجعة مهمتها لأن ذلك لم يحصل منذ عام 2006. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غضب غضباً شديداً في تموز 2010 عندما سقط جندي فرنسي بسبب مشكلة اعتبرت فرنسا ان «حزب الله» وراءها ووجه تحذيراً شديد اللهجة حينئذ الى الجيش اللبناني. وأوضحت المصادر ان على رغم الجدل القائم، لا احد يفكر بسحب القوة الفرنسية، لكن ربما بخفض عددها او بنية وجودها التي عدلت اخيراً فلم تعد منتشرة في مكان مخصص للفرنسيين بل اصبحت قوات احتياط ل «يونيفيل» جاهزة للتدخل السريع في كل منطقة انتشار «يونيفيل»، ما يعني ان قائد قوات «يونيفيل» يمكنه الطلب في أي لحظة من قوة الاحتياط، وهي فقط من الفرنسيين، ان تتدخل في أي منطقة تعمل فيها القوات الدولية في الجنوب. ومنذ الاعتداء على دورية ايطالية (في منطقة الرميلة) قبل شهرين وإعلان الايطاليين انهم يريدون خفض عدد قواتهم، تدرس باريس الفكرة الافضل لمراجعة وضع قواتها في جنوب لبنان من دون سحبها وإبقاء وسائلها العسكرية على ما هي ولكن ربما تقليص عددها، فهناك افكار يجرى تداولها منها ان تقوم «يونيفيل» بالمزيد من التدريب لإعداد الجيش اللبناني لتسلم المنطقة مستقبلاً. وتعتبر باريس ان الجيش اللبناني بذل جهوداً منذ الصيف الماضي ولكن انتشاره محدود وليس له ثكنة في الجنوب ولا يمكن توقع قيامه بمعجزات لأن لديه مشكلات لوجستية حقيقية. الى ذلك، اكدت المصادر الفرنسية ل «الحياة» ان قرار الحكومة الفرنسية الذي كان وقع بين رئيسي الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون واللبنانية سابقاً سعد الحريري والذي يقضي بتزويد الجيش اللبناني صواريخ تم تجميده بانتظار مراقبة عمل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تعتبر باريس أنها جاءت بقرار سورية و «حزب الله»، إلا ان لا شيء يمنع استقبال الرئيس ميقاتي اذا كان موجوداً في فرنسا وفق بعض الاوساط المسؤولة في باريس. وكان قائد الجيش اللبناني جان قهوجي الموجود في باريس التقى رئيس اركان الجيوش الفرنسية الأميرال ادوارد غيو وكان من المقرر ان يقابل وزير الدفاع لونغي الا ان اللقاء لن يحصل بسبب سفر الاخير. ويقيم السفير اللبناني بطرس عساكر مساء اليوم مأدبة عشاء على شرف قهوجي تضم غيو ومستشار الرئيس للشرق الاوسط نيكولا غالي ومسؤولين فرنسيين.