عاشت سورية يوماً دامياً جديداً مع إعلان ناشطين وشهود العثور على 13 جثة أمس في منطقة حلفايا في حماة، اثنتان منها لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة أول من أمس إلى ما لا يقل عن 20 قتيلاً. ووصفت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية ما حصل في حلفايا ب «المجزرة»، وذكر الناشطون في بيانات متلاحقة أنه حصل «إعدام ميداني» في حق هؤلاء. كما قتل صبي صغير وطفلة وأصيب عشرات المدنيين في قصف على قرية اللطامنة في حماة صباح أمس. وتسبب قصف الجيش النظامي باندلاع حرائق في بضعة مبان وفي المخبز الرئيسي في قسطون في المحافظة نفسها. كما قتل صباح أمس 18 جندياً نظامياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعاً عسكرياً في مدينة سراقب في محافظة إدلب (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة في المنطقة منذ الصباح، ويحاصر مقاتلون معارضون مركزين آخرين للقوات النظامية. وقال المرصد السوري في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه: «قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية وأصيب العشرات بجروح، بعضهم بحالة خطرة، وذلك اثر الهجوم بسيارة مفخخة على تجمع عسكري قرب معمل لويس الواقع شمال غربي مدينة سراقب عند جسر افس تبعه هجوم من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة على التجمع العسكري الذي كان يضم ما بين 70 إلى 100 عسكري نظامي». وأكد المرصد أن الحاجز «دمر بشكل كامل»، وأضاف نقلاً عن نشطاء في المنطقة أن «نحو 20 عسكرياً تمكنوا من الفرار، ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في المنطقة منذ الصباح ويحاصر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مركزين للقوات النظامية في معمل الزيت والإذاعة قرب سراقب». وهاجم مسلحون بضعة حواجز في مدينة سراقب وسمعت أصداء انفجارات قوية في المنطقة. وذكر ناشطون في المنطقة أن أعمدة الدخان ترتفع من هذه الحواجز بعد الهجومات. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري إن «بضع كتائب شنت هجومات بالصواريخ على هذه الحواجز». وتواصلت الاشتباكات وعمليات القصف أمس في مدينة حلب، بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي، في وقت حصدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد 44 قتيلاً، بحسب المرصد السوري. كما تجددت الاشتباكات في بعض أحياء دمشق. ووقعت اشتباكات فجراً قرب مطار حلب بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة، كما ذكر المرصد السوري. ودارت المعارك قرب مطار حلب الذي ما زال يعمل بصورة طبيعية، في قطاع النيرب، وقصف الجيش السوري من جهة أخرى طوال الليل بضعة أحياء في حلب خصوصاً في شرقها. وتعرض مصنع للزجاج وقاعة احتفالات يستخدمهما مسلحون مكاناً للتجمع للقصف أيضاً خلال الليل في شمال المدينة، كما أفاد شهود. وقصف الطيران السوري حي بستان الباشا (شمال) كما قال شهود أيضاً. وأفاد المرصد عن تعرض أحياء الفردوس (جنوب) وقاضي عسكر ومساكن هنانو والصاخور (شرق) في حلب للقصف من القوات النظامية. وقتل ثلاثة مقاتلين معارضين وثلاثة مدنيين في اشتباكات وقصف في حلب. وفي دمشق، قتلت فتاة من حي القابون (جنوب) وأصيبت شقيقتها ونجل شقيقتها بجروح وذلك اثر إطلاق الرصاص عليهم من حاجز للقوات النظامية على مداخل الحي. وتعرض حي الحجر الأسود (جنوب) لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة، بالإضافة إلى قصف على أحياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك. واستمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث تعرضت مدن وبلدات للقصف، ترافقت مع عمليات دهم وإطلاق نار. وتسببت هذه العمليات بمقتل ثلاثة مواطنين. وفي شرق البلاد، تعرضت بضعة أحياء في مدينة دير الزور للقصف أيضاً. وتعرضت مدينة البوكمال في هذه المحافظة لغارات جوية أيضاً أسفرت عن قتلى وجرحى. وأسفرت أعمال العنف أول من أمس عن 138 قتيلاً هم 93 مدنياً و19 متمرداً و26 جندياً في أنحاء البلاد، كما ذكرت المنظمة غير الحكومية.