أكدت القوات العراقية قتل العشرات من مسلحي «داعش» في هجمات جوية في محيط قرية آمرلي، جنوب كركوك، وفي اشتباكات في مناطق مختلفة، فيما أعلن رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي تشكيل مجموعة لملاحقة منفذي جريمة قتل العشرات من الجنود في معسكر «سبايكر» باسم «مجموعة الثأر لشهداء سبايكر». وأجرى قائد المنطقة الوسطى للقوات الأميركية المكلفة المحافظة على أمن الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن، في بغداد أمس خلال سلسلة لقاءات مع مسؤولين عراقيين للبحث في الوضع الأمني. وجاء في بيان لرئيس البرلمان سليم الجبوري بعد اللقاء انه «بحث في الوضع السياسي والأمني وسبل التعاون من أجل مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد العراق والمنطقة». ونقل البيان عن الجبوري تشديده على «ضرورة توسيع مجال التعاون من أجل إنهاء الأزمة الراهنة والمضي بالعملية السياسية إلى الأمام». إلى ذلك، أكد الجنرال أوستن أن بلاده ماضية في دعم العراق لمواجهة التهديدات التي يتعرض له. وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للعبادي أنه بحث مع أوستن والوفد المرافق في الأوضاع الأمنية التي يشهدها العراق بالإضافة إلى أوضاع المنطقة. وأشار إلى أهمية «التعاون الأمني بين العراق وأميركا بحسب الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين وأن يكون هناك دعم دولي للعراق في مجال مكافحة الإرهاب من أجل التخلص من عصابات داعش الإرهابية». وشدد «على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب في العراق والمنطقة لضمان استقرارها حيث أن العراق يواجه حالياً عدواً يستخدم جميع الأساليب الإجرامية واللاإنسانية مما يتطلب تعاوناً دولياً وتشكيل منظومة عالمية لتتبعه والقضاء عليه». وقال المالكي خلال كلمته الأسبوعية: «يوماً بعد يوم تكشف الأسماء التي شاركت في عملية القتل البشع في قاعدة الشهيد ماجد التميمي، (سبايكر)، وقد شكلت لجنة تحت أسم مجموعة الثأر لدماء الشهداء وأوصيتهم بضرورة إيجاد تلفونات خاصة لكل من يمتلك معلومة عن هؤلاء، الذين ارتكبوا الجريمة كما أوصيت بنشر صورهم وأسمائهم من أجل ملاحقتهم»، معرباً عن أمله «باعتقالهم قريباً». وأشاد «بأسر الشهداء في جامع مصعب بن عمير والحسينيات مؤخراً الذين كانوا على درجة عالية من الانضباط وعدم السماح لأصحاب الأجندات الطائفية أن يتمكنوا منها»، مطالباً الأجهزة الأمنية بضرورة «التحقيق وملاحقة المجرمين إلى أي جهة ينتسبون إليها لأن هذا السلوك يراد من خلاله إعادة أجواء التوتر الطائفي والمذابح على الهوية التي تجاوزناها». كما طالب «بملاحقة كل المظاهر المسلحة والضرب بيد من حديد كل العناوين التي تظهر، تحت مسميات ضمن إطار الحشد الشعبي الذي كان له الفضل الكبير في إيقاف الكثير من التداعيات»، مشيراً إلى أن «هناك دائماً بعض السيئين الذين يعتاشون على هذه الفرص ويمارسون أعمالاً سيئة بحق المدنيين». وأكد أن «الشارع العراقي لا يريد عودة المليشيات ونحن لن نسمح بذلك». وكان العشرات من ذوي ضحايا قاعدة «سبايكر» نظموا، اعتصاماً أمام مبنى البرلمان، أول من أمس وطالبوا بكشف مصير أبنائهم. وأكد بيان لوزارة الدفاع أمس أن «القائد العام للقوات المسلحة أوعز بالاستمرار في صرف رواتب العسكريين من منتسبي قاعدة سبايكر من دون انقطاع إلى حين وصول النتائج الخاصة بالمجالس التحقيقية التي شكلت للنظر في هذه القضية». إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية تواصل المعارك في عدد من الجبهات العراقية مع تنظيم «داعش»، حيث تستمر معارك متقطعة في حدود بلدتي جلولاء والسعدية في ديالى، ومواجهات أخرى حول بلدة آمرلي التابعة إلى محافظة صلاح الدين، بالإضافة إلى مواجهات مستمرة منذ أسابيع في بلدة جرف الصخر جنوببغداد. وكشفت مصادر أمنية خطة جديدة لاقتحام تكريت. من جهة أخرى، أكدت مصادر مقتل شيخ عشيرة اللهيب في كركوك فدعوس اللهيبي واثنين من أقاربه على يد مسلحي «داعش»، بعد رفضه مبايعة زعيم التنظيم. وفي نينوى أفادت مصادر أخرى بأن عناصر التنظيم فجروا منزل شيخ عشيرة الجحيش، للسبب نفسه. وقالت المصادر إن «عناصر داعش فجروا، أمس، منزل الشيخ أحمد خلف إبراهيم شيخ عشيرة الجحيش، في منطقة عين زالة، بعبوات ناسفة زرعت داخله، وأن الشيخ وأسرته كانوا قد غادروا المنطقة». وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، أن 34 مسلحاً من تنظيم «داعش» قتلوا، في قصف جوي في أطراف آمرلي التابعة إلى محافظة صلاح الدين. وتواجه بلدة آمرلي التي تسكنها غالبية تركمانية شيعية منذ أسابيع حصاراً من قبل مقاتلي «داعش» ما استدعى إرسال أفواج عسكرية لمحاولة فتح الحصار عنها، فيما تنظم القوة الجوية العراقية جسراً جوياً لنقل بعض المصابين وتوفير الذخيرة، والأغذية لسكان القرية، والمقاتلين الذين احتشدوا داخلها ومعظمهم من مليشيات مسلحة شيعية. وفي الفلوجة أكدت مصادر أمنية مقتل 22 عنصراً من «داعش» بينهم قناصان وتدمير ثلاث عربات تابعة لهم باشتباك مسلح في منطقتي الشهابي والسجر شرق الفلوجة.