ارتفع خام «برنت» مقترباً من 103 دولارات للبرميل أمس لينتعش من أدنى مستوياته في 14 شهراً الذي بلغه الأسبوع الماضي، لكن الإمدادات العالمية الوفيرة حدت من مكاسبه. ويقول محللون ومتعاملون إن أسعار الخامات على جانبي حوض الأطلسي بلغت على الأرجح أدنى مستوياتها بعدما فقدت أكثر من عشرة دولارات منذ منتصف حزيران ( يونيو). ومع ذلك ما زال «برنت» وخام «غرب تكساس الوسيط» في طريقهما نحو ثاني هبوط شهري على خلفية انخفاض واردات الخام الأميركية وتباطؤ الطلب في الصين وأوروبا. وبلغ سعر «برنت» في عقود تشرين الأول (أكتوبر) 102.74 دولار للبرميل بارتفاع 24 سنتاً. وصعد الخام الأميركي خمسة سنتات إلى 93.91 دولار للبرميل بعدما زاد 51 سنتاً عند التسوية أول من أمس بفضل بيانات قوية عن طلبات السلع المعمرة وثقة المستهلكين في الولاياتالمتحدة. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزون الخام انخفض 1.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 22 آب ليصل إلى 361.5 مليون برميل. إلى ذلك، أظهرت بيانات رسمية أن صادرات النفط الخام السعودية تراجعت في حزيران (يونيو) إلى أدنى مستوياتها في نحو ثلاث سنوات، مع زيادة كميات الخام المستخدمة في تشغيل محطات توليد الكهرباء في المملكة وارتفاع الكميات التي تكررها المصافي المحلية. وصدرت السعودية 6.946 مليون برميل يومياً من النفط في حزيران بانخفاض طفيف عنها في أيار وفق مبادرة البيانات النفطية المشتركة، التي أظهرت أن صادرات حزيران هي الأدنى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2011. وزاد إنتاج المملكة إلى 9.780 مليون برميل يومياً من 9.705 مليون برميل يومياً في أيار. وكررت المصافي 2.055 مليون برميل يومياً من الخام في حزيران بانخفاض طفيف قياساً إلى 2.136 مليون برميل يومياً في أيار. وارتفعت كميات الخام المستخدمة في تشغيل محطات الكهرباء في المملكة إلى 827 ألف برميل يومياً في حزيران مقارنة ب680 ألفاً يومياً في الشهر السابق. وفي جاكرتا، أوقفت شركة النفط الوطنية الإندونيسية» (برتامينا) برنامجاً بدأته منذ أسبوع للحد من استخدام الوقود المدعوم بعدما أدى تنفيذه إلى تهافت على الشراء وطوابير طويلة أمام محطات البنزين في أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا. وتواجه إندونيسيا صعوبة في احتواء تكاليف دعم الوقود الضخمة التي أدت لاتساع العجز في ميزان المعاملات الجارية ولا تتيح متنفساً يذكر في الموازنة لتمويل إصلاحات الرئيس المنتخب جوكو ويدودو التي تشتد إليها الحاجة. وسيلتقي ويدودو الذي وضع مشكلة دعم الطاقة في مقدم أولوياته مع الرئيس المنتهية ولايته سوسيلو بامبانغ يودويونو في وقت لاحق، أملاً في التوصل إلى اتفاق على خفض دعم الوقود قبل تسليم السلطة في تشرين الأول.