ارتفعت أسعار النفط أمس لتقطع موجة هبوط دامت ست جلسات، بعدما أظهرت بيانات تعافياً تدريجياً لاقتصاد الصين، إلا أن المكاسب جاءت طفيفة بسبب بيانات أوروبية ضعيفة. وأظهر مسح لمديري المشتريات أن الاقتصاد الصيني يتعافى ببطء من أضعف فترات نموه في ثلاث سنوات مع تسجيل الطلبيات الجديدة والإنتاج أعلى مستوياتهما في شهور. لكن الوضع ما زال قاتماً في أوروبا إذ شهدت الشركات في منطقة اليورو أسوأ شهر منذ تشرين الأول (أكتوبر). ويظهر بطء التعافي الصيني، الذي كشفه مؤشر «أتش أس بي سي» لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية، في قراءته الرئيسة البالغة 49.1 نقطة خلال الشهر الجاري، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، لكنه بقي دون مستوى 50 نقطة الفاصل بين نمو النشاط والانكماش. وفي حين تنمو المصانع في الصين، بعدما زاد الناتج الصناعي 9.2 في المئة على أساس سنوي خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، فإن النمو يحدث بإيقاع أبطأ من قبل. وارتفع «برنت» 40 سنتاً إلى 108.65 دولار للبرميل. وكان هبط على مدى الجلسات الست المنصرمة في أطول موجة هبوط منذ أكثر من عامين. وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف 16 سنتاً إلى 86.83 دولار للبرميل. وأعلنت منظمة «أوبك» أن سعر سلة خاماتها القياسية انخفض إلى 105.94 دولار للبرميل أول من أمس من 107.13 دولار في اليوم السابق. وأظهر تقرير ل «معهد البترول الأميركي» أن مخزون الولاياتالمتحدة من النفط الخام زاد قليلاً الأسبوع الماضي بينما انخفض مخزون المشتقات. وبيّن التقرير أن مخزون النفط الخام زاد 313 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 19 تشرين الأول مقارنة بتوقعات لمحللين بزيادة مقدارها 1.9 مليون برميل. ولفت المعهد إلى أن مخزون الخام ارتفع الأسبوع الماضي على رغم انخفاض الواردات بواقع 130 ألف برميل يومياً إلى 8.76 مليون برميل يومياً. وأشار إلى انخفاض مخزون المشتقات بواقع 890 ألف برميل خلال الأسبوع تمشياً مع توقعات بهبوط قدره 900 ألف برميل. في شأن آخر، أظهر جدول تحميل أولي أن من المنتظر أن ترتفع صادرات العراق من نفط كركوك إلى 484 ألف برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر) مسجلة أعلى مستوى في أكثر من سنة. ووفق بيانات عراقية رسمية بلغت الصادرات نحو 550 ألف برميل يومياً في حزيران (يونيو) 2011 مع إضافة إنتاج جديد من منطقة كركوك إلى الإمدادات منذ مطلع ذلك العام. وأعلنت «شركة النفط الوطنية» النيجيرية أن إنتاج البلد من الخام تراجع إلى ما بين 2.1 و2.2 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي مقارنة مع 2.5 مليون برميل يومياً في المتوسط هذا العام وذلك إثر فيضانات وتوقف منشأة لشركة «شل». وقال العضو المنتدب للشركة، أندرو يوكوبو: «هناك الكثير من الخطوط الرئيسة التي دعت الضرورة إلى إغلاقها... لذا مع تعافينا من آثار الفيضان فإننا سنتمكن من استئناف النشاط.» وأضاف: «نأمل في أن نعود بالأوضاع إلى طبيعتها. بلغ الإنتاج نحو 2.1 إلى 2.2 مليون برميل يومياً». ويقول خبراء بالصناعة إن أرقام الشركة النيجيرية غالباً ما تكون متفائلة. وأظهرت بيانات تراجع واردات الصين من النفط الخام الإيراني 24.1 في المئة على أساس سنوي في أيلول وعزا تجار ذلك لتأخر ناقلات إيرانية في تسليم شحنات بسبب العقوبات الغربية وخفض واردات المكثفات. ووفق بيانات من الإدارة العامة للجمارك اشترت الصين 1.57 مليون طن من الخام من طهران في أيلول ما يعادل نحو 382.4 ألف برميل يومياً بزيادة ثلاثة في المئة من 371 ألف برميل يومياً في آب. وبلغت واردات الأشهر التسعة الأولى من العام 420.8 ألف برميل يومياً بانخفاض 22 في المئة عن مستوياتها قبل سنة.