علمت «الحياة» أن محادثات تجرى بين حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، في مصر وحزب «النور» السلفي لتشكيل تحالف إسلامي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة بعد إقرار الدستور. وكشف قيادي في جماعة «الإخوان» ل «الحياة» أن «الحرية والعدالة» قدم إلى «النور» عرضاً «يتضمن التنسيق والتشاور في المرحلة المقبلة على أن يتطور إلى تحالف انتخابي، ويدرس السلفيون الأمر»، لافتاً إلى أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد مزيداً من اللقاءات بين الجانبين في هذا الشأن». وأقر بأن مساعي قوى ليبرالية ويسارية إلى التنسيق والتحالف في الانتخابات ساهم في تحريك هذا العرض لتأمين الغالبية النيابية للتيار الإسلامي، وإن أبدى قلقه من تفتيت تحالف الإسلاميين عندما يتم توزيع حصص المرشحين مثلما حدث في الانتخابات الماضية. وكشف أن «الحرية والعدالة» عرض على بعض القوى الثورية الانضمام إلى تحالفه الانتخابي. وأشار إلى أنه «تم تشكيل لجنة داخل الحزب أوكل إليها التنسيق مع القوى السياسية قبل الانتخابات البرلمانية»، كما لم يستبعد أن تضم قوائم الحزب الانتخابية شخصيات سياسية بارزة تحالفت مع الرئيس محمد مرسي قبل تنصيبه. وأكد أن «الحرية والعدالة» سينافس على كل المقاعد الانتخابية وأنه سيسعى إلى نيل غالبية مريحة لتشكيل الحكومة بمشاركة حلفائه. وسيشكل تحالف الإسلاميين في حال نجحت مفاوضات تشكيله قوة مهمة، لا سيما أن «الإخوان» والسلفيين حصلوا على نحو 70 في المئة من مقاعد مجلس الشعب المنحل، ما يعد تحدياً وقوة ضاغطة على القوى الليبرالية واليسارية لإبرام تحالفات قوية لمواجهة الإسلاميين. وكان «حزب مصر القوية» (تحت التأسيس) الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح أعلن عزمه «بناء تحالف واسع يضم الأطياف المؤمنة بأهداف الثورة المصرية كافة». وبدا أن إعلان «حزب الدستور» الذي يقوده المعارض البارز محمد البرادعي تشكيل تحالف يضم أحزاباً عدة سماه «التيار الثالث» حفز أحزاباً أخرى على التوحد لمواجهة «سيطرة الإسلاميين على مقاليد الأمور». ويقود الديبلوماسي المخضرم عمرو موسى محادثات يجريها حزب «الوفد» الليبرالي لتشكيل تحالف انتخابي أطلق عليه اسم «الأمة المصرية»، فيما بدأ «الحزب الاشتراكي» لقاءات مع قوى يسارية للاتفاق على تأسيس «التحالف الديموقراطي الثوري» الذي يحتمل تطوره لتحالف انتخابي. وعقد ممثلو «التيار الثالث» و «التيار الشعبي» الناصري اجتماعاً مغلقاً أول من أمس في «مركز إعداد القادة» للبحث في تشكيل تحالف جديد. وقال رئيس «حزب التحالف الشعبي» عبدالغفار شكر إن «الاجتماع استمر ثلاث ساعات لجمع شتات القوى المدنية المختلفة في جبهة واحدة، وقدمت جميع التيارات والأحزاب اقتراحاتها للتحالف الجديد»، مشيراً إلى أنها رفضت مسمى القوى المدنية وقررت تقديم نفسها في شكل جديد للرأي العام تحت شعار «القوى الوطنية» لتفادي التصادم مع التيارات الإسلامية. وأكد وكيل مؤسسي «الدستور» أحمد دراج أن الحزب سيكون جزءاً من التحالف الجديد، مشيراً إلى أن الاجتماع جاء استجابة للدعوة التي أطلقها رئيس مركز زراعة الكلى في المنصورة محمد غنيم لتوحيد القوى المدنية. ولفت المرشح الناصري السابق للرئاسة حمدين صباحي مؤسس «التيار الشعبي»، خلال الاجتماع، إلى «ضرورة توحيد القوى الثورية في إطار واحد، وبناء جبهة سياسية تكتسب ثقة المواطنين، وتخوض الانتخابات البرلمانية بقوائم موحدة»، مشدداً على أن «التحالف الجديد قابل للاتساع». وشارك في الاجتماع أيضاً أستاذ القانون حسام عيسى والقيادي في «حزب الدستور» جورج إسحاق ونقيب المحامين الناصري سامح عاشور والمخرج خالد يوسف والصحافي عبدالحليم قنديل.