تعتبر قوى ليبرالية ويسارية وقومية مصرية أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون فرصة فاصلة إذا أرادت أن يكون لها دور فاعل في النظام السياسي الذي يتشكل منذ إطاحة الرئيس المخلوع حسني مبارك على أساس استقطاب طرفاه جنرالات الجيش وتيار الإسلام السياسي، وهو ما دعا أحزاب عدة إلى تشكيل تكتلات حتى تتمكن من مجابهة هذه الثنائية. وتعد الانتخابات البرلمانية المقبلة اختباراً جدياً للأحزاب القديمة والجديدة التي يتجاوز عددها الخمسين، إذ ستحدد أياً منها يستطيع التواصل مع الشارع وتأمين تمثيل مناسب في البرلمان. ويقول السياسي البارز جورج إسحاق أحد مؤسسي «التيار الثالث»: «نحتاج إلى التحالف... ويجب علينا أن نعي دروس الماضي». ولفت إلى أن «التيار الثالث» الذي يضم عدداً من الأحزاب وحملات مرشحين سابقين للرئاسة سيجتمع اليوم «للاتفاق على معايير اختيار المرشحين في الانتخابات البرلمانية المقبلة وفي انتخابات المحليات». وأضاف إسحاق المنخرط في «حزب الدستور» الذي أسسه محمد البرادعي: «لحسن الحظ يعمل الجميع على تدارك أخطاء الماضي. وما نراه من سياسات الإخوان المسلمين يدعونا إلى التكاتف»، لكنه شدد على أن «التحالف ليس ضد أحد ولا في مواجهة أحد وإنما كي نتنافس، وهذه هي الديموقراطية». ومن المؤكد أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستشهد معركة حامية بين القوى السياسية، كما أن حصول الإسلاميين على الغالبية التي حصدوها في أول انتخابات بعد تنحي مبارك لن يكون يسيراً مع دخول لاعبين جدد على المشهد السياسي في مقدمهم البرادعي الذي يستعد لإطلاق حزبه رسمياً والإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح الذي يعتزم تأسيس حزب «مصر القوية» والناصري حمدين صباحي الذي يعتزم تأسيس «التيار الشعبي» مع عدد من الشخصيات والأحزاب. وكان لافتاً تأكيد البرادعي أن أحزاباً في طريقها إلى الانضمام إلى حزب «الدستور» لتخوض موحدة معركة الانتخابات البرلمانية بعدما قال إن حزبه سيكون مظلة تجمع إسلاميين وليبراليين ويساريين بهدف الدفاع عن أهداف الثورة. وفي السياق نفسه، أكد القيادي في حملة صباحي الناشط مصطفي شومان أن «التيار الشعبي تأسس لاستيعاب الجميع، ونعمل الآن على التوافق قبل خوض غمار الانتخابات»، مشيراً إلى أن «على القوى المدنية توحيد صفوفها بعد ما نالها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة». ولفت إلى أن «محاولات التفاوض والقبول بالآخر تتسع». وقال رئيس «حزب الكرامة» الناصري محمد سامي إن عشرة أحزاب ستعقد الثلثاء المقبل لقاء تنسيقياً، «تمهيداً لتوحيد الصفوف في الانتخابات البرلمانية المقبلة للحؤول دون تشتيت الناخب الذي سيتوجب عليه الاختيار بين التيارين المدني والديني فقط». وأعرب عن اعتقاده ب «وجود فرصة أكبر لمشاركة التيار المدني، خصوصاً بعد الصورة التي تكونت لدى الجمهور عن التيار الإسلامي في الفترة التي استحوذ فيها على غالبية مقاعد البرلمان». في المقابل، غمز نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان المسلمين»، عصام العريان من قناة الأحزاب التي أنشأها مرشحو الرئاسة السابقين مثل حزب «الدستور» و «مصر القوية» و «التيار الشعبي». وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «الأحزاب تنشأ لتحقيق فكرة أو مشروع نهضة أو تنفيذ برنامج وليس لمواجهة حزب آخر أو مجرد المنافسة»، مشيراً إلى أن «مصر تحتاج إلى أحزاب قوية لها وجود وامتداد شعبي».