بعد ساعات من ابداء النظام السوري استعداده للتعاون مع «اي جهة» بما في ذلك اميركا لمحاربة الارهاب وتحذيره من توجيه ضربات جوية لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) من دون تنسيق مع دمشق، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» ان «نظام (الرئيس بشار) الأسد سمح لداعش بأن تكبر، ونحن نركز على دعم شركاء قادرين خصوصا في العراق وفي المعارضة السورية المعتدلة». وقال المسؤول ان واشنطن ترحب بأي مساعدة من اي طرف يريد المساهمة في تقويض قدرات «داعش». وأضاف: «اما عندما يتعلق الامر بسورية مثلا فنظام الأسد هو الذي سمح من خلال أفعاله لهذه المجموعة (داعش) بأن تكبر». وأكد ان واشنطن تركز على دعم شركاء قادرين وتحديدا «داخل المعارضة المعتدلة في سورية وهذا ما نركز عليه». (للمزيد) وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال امس: «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الاقليمية والمجتمع الدولي من اجل مكافحة الارهاب». وما اذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا، قال «اهلاً وسهلاً بالجميع». واضاف ان بلاده مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي او اقليمي او من خلال تعاون ثنائي». وما اذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات اميركية تقوم بقصف مواقع «داعش»، قال المعلم «لدينا اجهزة دفاع جوي. اذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل الى هذه المرحلة. (...) نحن نعرض التعاون والتنسيق في شكل مسبق لمنع العدوان». في المقابل، قال الامين العام ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نصر الحريري ان كلام المعلم «متاجرة لإعادة تأهيل النظام سياسيّا»، مضيفاً ان «نظام الأسد أساس مشكلة الإرهاب ولا يمكن أن يكون جزءا من الحل». في موسكو، حض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي «داعش». وأضاف: «أعتقد أن ساسة الغرب يدركون بالفعل خطر الإرهاب المتنامي سريع الانتشار. وسيتعين عليهم قريباً أن يختاروا أيهما أهم: تغيير النظام لإرضاء ضغائن شخصية مجازفين بتدهور الوضع وخروجه عن أي سيطرة أو إيجاد سبل عملية لتوحيد الجهود في مواجهة الخطر المشترك». من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر في مؤتمر صحافي: «ارتكب نظام الأسد ظلماً لا يصدق بكل الأشكال الممكنة وقتل نحو 200 ألف شخص. من الصعب جداً تخيل أنه يمكن تجاهل كل هذا تحت مسمى الواقعية السياسية ليقول أحد الآن أن تنظيم الدولة الإسلامية أسوأ من الأسد ومن ثم علينا الآن التعامل مع جهة ليست بمثل هذا السوء». ميدانيا، قال احد قادة «جبهة النصرة» عبد الله المحيسني على صفحته في «توتير» امس ان «أبو محمد الجولاني» ساهم بنفسه «في معركة محردة» في وسط البلاد.