مهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لزيارة وفد اميركي «رفيع المستوى» لبغداد قريباً، مهمته البحث في ضمانات تطلبها واشنطن قبل المضي في تنفيذ اتفاق بين البلدين على تزويد العراق أسلحة حديثة بينها طائرات «اف 16». وأكدت بعض المعلومات ان الوفد الأميركي سيكون برئاسة نائب الرئيس جوزيف بايدن، فيما جدد الاكراد مناشدتهم «واشنطن ضرورة ان تمر صفقة التسليح عبر البرلمان». واعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان ان «زيباري بحث في اتصال هاتفي مع كلنتون في الترتيبات لزيارة وفد اميركي رفيع المستوى». وأضاف ان الطرفين تطرقا «لأوضاع اللاجئين السوريين والجهود العراقية والدولية لتقديم المساعدة الانسانية المطلوبة إليهم»، موضحا انه «جرى ايضاً تبادل الآراء والتشاور في علاقات العراق الاقليمية وتداعيات الازمة السورية على اوضاع دول الجوار». وزاد البيان أن «أن العراق لا يؤيد التدخلات الاقليمية في الوضع السوري ويعارض عسكرة النزاع». وأفادت معلومات ان «الوفد الاميركي المرتقب سيكون برئاسة بايدن او وزير الدفاع ليون بانيتا». واشارت المصادر الى انه «سيبحث في تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي، وفي الضمانات التي ستقدمها الحكومة العراقية لعدم انتقال التكنولوجيا المعقدة لتلك الاسلحة الى دولة مارقة او معادية او مجموعات ارهابية». وجاء اتصال كلينتون بزيباري بعد زيارة رئيس اركان الجيوش الاميركية مارتن ديمبسي بغداد، وسبقها اعلان «البنتاغون» عزمه تسليم الدفعة الاولى من طائرات «أف 16» عام 2014، واضعاً حداً للتكهنات واعتراض بعض الاوساط السياسية والعسكرية الاميركية التي حذرت من تسليم هذه الطائرات الى العراق. وعما اذا كانت واشنطن حصلت على ضمانات كافية تبدد مخاوفها، قال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية شوان طه ل «الحياة»، إن «وشنطن تضع شروطاً على الدول التي تشتري منها السلاح، منها عدم استخدامه ضد المدنيين او لقمع الشعب او مساعدة نظام ديكتاتوري». وتابع: «ما يهمنا هو ان تراعي واشنطن والحكومة الدستور العراقي، لان هذه الصفقة يجب ان تمر عبر البرلمان ولديه الصلاحية في قبولها او رفضها». وكان الاكراد طالبوا واشنطن اكثر من مرة بعدم بيع هذه الطائرات الى بغداد. ونفى طه، وهو عضو في «التحالف الكردستاني»، ان تكون واشنطن استبعدت طيارين عراقيين شيعة من التدرب على الطائرات، معتبراً ما قيل «زوبعة اعلامية من بعض الكتل، لأن الطيارين رشحتهم الحكومة بعد اختبارات كفاءة وتجارب، وعلى ضوء ذلك تم اختيارهم». إلى ذلك، قال عضو لجنة الامن والدفاع مظهر الجنابي في تصريح الى «الحياة»، إن «وضع العراق الداخلي وانقسامه وتبعية بعض الكتل لدول إقليمية ووضع الدول المجاورة، لا سيما ما يحصل في سورية، كلها اسباب تجعل واشنطن تتريث في تسليح منظومة الامن والدفاع العراقية». وأكد ان «اميركا ايضا تتخوف من علاقة العراق بإيران وبدول أخرى، لأنها لا تسمح بأن يستخدم سلاحها ضدها او ضد اصدقائها، لا سيما اسرائيل». ودعا الجنابي واشنطن الى «تجاوز مخاوفها وتسليح القوات الامنية العراقية وتدريبها وتسليمها تلك الطائرات» مشيراً الى ان «العراق يجاور 6 دول تمتلك منظومات دفاع وأسلحة متطورة، ولا يمكن تحقيق التوازن الا بتسليحه أسلحة حديثة».