أعلن الأمين العام لنقابة العاملين في المؤسسات الصحية في ليبيريا، جورج وليامز، أن فيروس «إيبولا» بات منتشراً في كل مناطق البلاد بعد اكتشاف حالات جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع ساحل العاج. وقال: «كانت هذه المنطقة الأخيرة في منأى من فيروس إيبولا، لكن سجلت وفيتان في مدينة غوفرمنت كامب المنجمية بولاية سينوي، حيث يستخرج الذهب بطريقة تقليدية، ما يعني أنه مكان مكتظ». وصرح المسؤول الصحي في المنطقة جورج داودا: «بدأنا حملة توعية في غوفرمنت كامب لأننا نشتبه في تفشي الفيروس بسبب الإصابتين المؤكدتين». إلى ذلك، أيدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تولي هيئة دولية تنسيق جهود «مكافحة الوباء المستشري على نطاق واسع» بدلاً من السلطات الليبيرية التي فرضت حظر تجول ليلي منذ الأربعاء الماضي، وعزلت حيين على مشارف العاصمة مونروفيا، ما أدى إلى مواجهات مع محتجين. وقال الأمين العام للصليب الأحمر الليبيري فايا تميا إن «عدد الوفيات فاق قدرات المرمدة الوحيدة في البلاد العائدة للطائفة الهندية التي تتبع المراسم الهندوسية في حرق الموتى». وزاد: جمعنا السبت 41 جثة، والأحد 37. لكن المرمدة لا تستطيع حرق كل هذه الجثث، فاضطررنا لاعادة بعضها إلى المستشفى. وفي اليوم التالي، كان علينا إعادتها لحرقها والتأكد من ذلك، قبل أن نجمع غيرها». وكانت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيريا، كارين لاندغرين، أشارت إلى حاجة دول غرب أفريقيا إلى عاملين دوليين في المجال الصحي فضلاً عن معدات أساسية بينها الكلور والقفازات وأكياس الجثث. وقالت: «الأنظمة الصحية في الدول الأكثر تأثراً بالفيروس ضعيفة جداً حتى قبل انتشار الوباء». وخلال زيارته العاصمة الليبيرية مونروفيا، قال منسق الأممالمتحدة لفيروس «إيبولا» ديفيد نابارو: «أما نحن قريبون من آخر مراحل المرض الذي سيتراجع بعدها، أو أننا في مرحلة سينتشر فيها في شكل أوسع. لا أستطيع أن أتكهن على الإطلاق. أما ما يمكن تنفيذه هو وضع سيناريوات محددة جداً عما قد تؤول إليه الأمور، والتأكد من أن كل أجهزتنا في أفضل مستوى من أجل مواجهة انتشار واسع للمرض إذا تطلب الأمر ذلك». في نيجيريا، أكد وزير الصحة أونيبوتشي تشوكو حالتي إصابة جديدتين ب «إيبولا»، هما لشخصين أصيبا بالمرض من أشخاص كانوا على اتصال برجل ليبيري أدخل الفيروس إلى لاغوس. وأشار إلى أن عدد الحالات المسجلة في البلاد بلغ 14. الكونغو ومع تجاوز عدد الوفيات 1350 شخصاً في غرب أفريقيا، بينهم 576 في ليبيريا و396 في غينيا و374 في سيراليون، أعلنت جمهورية الكونغو الديموقراطية وفاة 13 شخصاً بحمى «لم يعرف مصدرها» منذ 11 الجاري في شمال البلاد الذي كان اكتشف فيه فيروس «إيبولا» عام 1976. وقال الطبيب فيليكس كابانجي نومبي إن حوالى 80 شخصاً كانوا على اتصال مع المرضى المتوفين جرت معالجتهم في منازلهم في قرى بويندي موكي ولوكوليا وواتسيكينغو ولوكولا التي تقع في ولاية الاستواء (شمال غرب)، ويخضعون لمراقبة منذ 21 يوماً. وسجلت أول حالة من هذا المرض مع امرأة حامل، وتوفي الأشخاص ال12 الآخرين لأنهم كانوا على اتصال بها خلال مرضها أو أثناء وفاتها، وهم طبيب وممرضان وعاملاً صحياً، وأقرباء أو أناس من القرية شاركوا في الدفن». واعتبرت منظمة الصحة العالمية و»أطباء بلا حدود» أنه «من المبكر جداً تأكيد أن الحمى النزفية تسببت في وفاة 13 شخصاً شمال غربي جمهورية الكونغو الديموقراطية، لأن حالات خطرة من الملاريا أو التيفوئيد قد تسبب العوارض ذاتها». يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت وضع مسودة استراتيجية لمكافحة «إيبولا» في غرب أفريقيا خلال الشهور الستة أو التسعة المقبلة، ما يشير إلى أنها لا تتوقع القضاء على الوباء هذه السنة. وأغلقت السنغال حدودها مع غينيا، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إعادة فتحها، لتفادي انتشار وباء إيبولا لديها. وأفادت وزارة الداخلية بأن الإجراء يطاول أيضاً الحدود الجوية والبحرية للطائرات والسفن الآتية من غينيا وسيراليون وليبيريا. ووسط هذا المشهد القاتم، أعلن شفاء الطبيب كنت برانتلي والممرضة نانسي رايتبول يعملان لحساب جمعية «ساماريتانز بيرس» الخيرية، ومغادرتهما المستشفى في أتلانتا حيث يُعالجان منذ شهر بمصل تجريبي لم يستخدم على البشر سابقاً، بعد إصابتهما ب «إيبولا» لدى مداواتهما مرضى في ليبيريا.