انتشرت الاصابات بفيروس ايبولا في دول عدة في غرب افريقيا، استدعى بعضها جيشه لفرض اجراءات حجر على مناطق مصابة، فيما علقت خطوط جوية عالمية رحلاتها الى مناطق موبوءة ونصحت دول غربية رعاياها بتجنب السفر الى تلك الدول. أتى ذلك في وقت تسبب الاصابات بالفيروس في مقتل حوالى 900 شخص منذ رصد تفشيه في آذار (مارس) الماضي، في مناطق الغابات النائية في غينيا حيث يرتفع عدد الوفيات. وفي نيجيريا حيث سجلت اول حال وفاة بالفيروس اواخر تموز (يوليو) الماضي، اعلنت السلطات وفاة مصابين اثنين امس، واشارت الى ان اصابة ثمانية اشخاص بالفيروس بعدما كانوا على صلة بأميركي يدعى باتريك سوير توفي مصاباً بالايبولا. وازداد القلق إزاء تفشي هذا المرض في لاغوس أكبر مدينة في أفريقيا، بعدما اعلنت السلطات الطبية النيجيرية انها وضعت في الحجر الصحي 14 شخصاً كانوا على اتصال بسوير بعد وصوله على متن رحلة طائرة من ليبيريا. ومنذ ذلك الحين تم منع طائرات شركة «أسكاي» من الهبوط في البلاد. وفي سيراليون وليبيريا المجاورتين حيث ينتشر المرض بشكل سريع حالياً، نشرت السلطات قواتها المسلحة لعزل المناطق الحدودية التي اكتشف فيها 70 في المئة من الاصابات. وتحدى أقارب ضحايا الإيبولا في ليبيريا أوامر الحكومة، وألقوا جثث المتوفين في الشوارع. كذلك في العاصمة الليبيرية مونروفيا المطلة على الشاطئ، جر اقارب ضحايا الايبولا جثثاً الى الشوارع بدلاً من أن يواجهوا الحجر الصحي. ودفعت المخاوف من انتشار الايبولا في العالم شركة الطيران البريطانية «بريتش ايرويز» الى تعليق رحلاتها الى مونروفيا وفريتاون، فيما اتخذت الخطوط الاماراتية اجراءات مماثلة. ونصحت الحكومة اليونانية مواطنيها امس، بإلغاء رحلاتهم غير الضرورية إلى غينياوليبيريا وسيراليون ونيجيريا، مشيرة إلى أنها ستتخذ اجراءات اضافية عند نقاط الدخول إلى البلاد. وتعتبر اليونان احد المعابر الرئيسية للمهاجرين من أفريقيا وآسيا إلى الاتحاد الاوروبي. وأمر رئيس سيراليون ارنست باي كوروما بنشر مئات الجنود في مراكز مكافحة ايبولا الواقعة في الشرق خصوصاً وتستقبل مرضى، لفرض احترام اجراءات الحجر الصحي ومنع الاقارب من سحبهم من المستشفيات من دون موافقة طبية. وأشارت آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية الى احصاء 888 حال وفاة في صفوف 1603 اشخاص رجحت اصابتهم بالايبولا، من بينهم 358 توفوا في غينيا و255 في ليبيريا و273 في سيراليون واثنان في نيجيريا. وهو اخطر انتشار لهذا الفيروس المسبب لحمى نزفية يسجل منذ اكتشافه قبل 38 سنة. وأعيد اميركيان هما طبيب وأحد اعضاء بعثة تبشيرية اصيبا بالفيروس في ليبيريا حيث كانا يشاركان في مكافحة المرض في منظمة غير حكومية، بطائرة طبية الى بلدهما وأدخلا مستشفيين مجهزين خصيصاً لاستقبالهما في اتلانتا (جنوب شرق). وقال اطباء يتولون علاجهما لشبكة «سي ان ان» انه تم علاجهما باجسام مضادة تجريبية لم يتم اختبارها على بشر من قبل، موضحين ان العلاج كان له تأثير «اقرب الى معجزة» لأنه سمح بتخفيف العوارض بسرعة. وأعلنت وزارة الدفاع الاسبانية انها سترسل طائرة عسكرية الى ليبيريا لاعادة اسباني في الخامسة والسبعين من العمر يعمل في بعثة تبشيرية، اصيب بالفيروس. والثلثاء، كان اعلن عن رجل يعالج في احد مستشفيات نيويورك بعد اصابته بأعراض مشابهة لتلك التي يسببها ايبولا. لكن المركز الطبي قال ان احتمال ان يكون مصاباً بايبولا ضئيل. وتحدثت السعودية ايضاً عن حال مشابهة، وظهور عوارض المرض على سعودي عائد من سيراليون ونقل الى المستشفى ووضع في الحجر الصحي. وفي ليبيريا اصيب ثلاثة من اعضاء بعثات تبشيرية هم اسباني وكونغولية ومواطنة من غينيا الاستوائية، بالفيروس وادخلوا المستشفى في مونروفيا، كما اعلنت رهبانية القديس مار يوحنا الحبيب التي ينتمي اليها رجل الدين الاسباني وتدير المستشفى الذي نقلوا اليه. وقال المصدر نفسه ان ثلاثة اشخاص آخرين وضعوا في الحجر في المستشفى ايضاً. وفي مدريد اعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الاسبانية ان اسبانيا سترسل طائرة عسكرية الى ليبيريا لاعادة رجل الدين الاسباني. وقال ان «الطائرة يمكن ان تقلع في اي لحظة» بعد اعدادها لاستقبال المريض وتشكيل فريق الاطباء العسكريين. وكانت الوزارة اعلنت الثلثاء انها تعد طائرة «ارباص» طبية ستقلع من قاعدة توريخون دي اردوز الاسبانية بالقرب من مدريد. وفي بعض الاماكن قضت الحمى النزفية على عائلات بأكملها مثل عائلة الوزير السابق في سيراليون لانسانا نيالا الذي اعلن الثلاثاء وفاة تسعة من اعضاء عائلته شرق البلاد. وقال ان «بيتنا في دارو خالٍ حالياً ولم يعد يعيش فيه احد»، معتبراً ان ذلك «يشكل الدليل الحي» على واقع المرض. وينتقل المرض بالاتصال المباشر بالدم او السوائل الحيوية او انسجة الاشخاص او الحيوانات المصابة. وتتجلى الحمى التي يسببها خصوصاً بنزيف وتقيؤ واسهال. وتراوح احتمالات الوفات بعد الاصاثة بين 25 وتسعين في المئة. وأعلن البنك الدولي الاثنين، انه سيخصص مئتي مليون دولار (149 مليون يورو) في شكل عاجل لمساعدة غينياوليبيريا وسيراليون على شراء معدات طبية ودفع اجور الطواقم الطبية والحد من التأثير المالي للوباء على السكان. وبمعزل عن الازمة الصحية، بدأ التأثير الاقتصادي للوباء يثير قلق الدول التي سجلت فيها اصابات. وأشار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الى انه قد يكلف غينيا نقطة واحدة في نسبة النمو لينخفض من 4.5 في المئة الى 3.5 في المئة. وفي ليبيريا، سجل سعر منتجات العناية الصحية الاساسية لمكافحة ايبولا، ارتفاعاً كبيراً وكذلك اسعار الاسماك التي باتت بديلاً للحوم حيوانات تؤكد الحملات الاعلامية انها مصدر المرض مثل القرود والوطاويط .