لم تعد حملات الإغاثة التي تطلقها السعودية مجرد «حدث» عابر، بل أصبحت تاريخاً طويلاً لانهاية له، وارتبط بهذه البلاد حتى أصبح المواطن السعودي ينتظر تنظيم أي حملات للتبرع لإغاثة المسلمين حول العالم. وانطلق تاريخ السعودية مع حملات التبرع منذ عهد الملك عبدالعزيز في العام 1370ه، عندما قدم مساعدات إلى البنجاب في باكستان أثناء تعرضها لفيضانات مدمرة، إضافة إلى تقديم مساعدات آنذاك للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بعد النكبة، الأمر الذي أسهم في بناء جسور من أعمال الخير حول العالم، ووصولاً إلى الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري التي انطلقت قبل أيام، لتكون مسيرة المملكة في جمع التبرعات قد وصلت إلى أكثر من 63 عاماً. ومنذ ذلك التاريخ، تتواصل الحملات التي تكشف طابعاً أصيلاً ورسالة إنسانية راقية للسعودية ملكاً وحكومة وشعباً، إذ اعتمدت على أن تكون الإغاثة مقسمة إلى أنواع طوال 63 عاماً، وبرزت منها مساعدات موقتة ترتبط بالظروف الطارئة مثل تقديم المساعدة لليمن والجزائر ومصر أثناء تعرض هذه الدول للزلازل، إضافة إلى مساعدات المتضررين من الجفاف أو الفيضانات كما في بنغلاديش وإندونيسيا. ووضعت السعودية مساعدات وقروضاً تنموية للبلاد الإسلامية، واشتملت على تنمية الموارد البشرية. أما الجانب الآخر من هذه المساعدات فيهدف إلى تنمية الموارد الاقتصادية الأخرى للدول الإسلامية. ويشير تقرير عن المساعدات التي تقدمها الدول الكبرى إلى الدول المحتاجة بأن السعودية هي أول الدول وأكثرها تقديماً للمساعدات، إذ وصل إجمالي ما قدمته للفترة ما بين 1970 – 1990، أكثر من 60 بليون دولار أميركي لمساعدة الدول اقتصادياً، في حين تشير إحصاءات أحدث إلى أن الرقم وصل إلى 90 بليون دولار أخيراً، استفادت منها 87 دولة. ويذكر مؤرخون كيف بادرت الحكومة السعودية عندما تعرض السودان لفيضان نهر النيل بتقديم المساعدات الإغاثية له من خلال أكبر جسر جوي للإغاثة تعرفه أفريقيا، وتم إرسال180 طائرة سعودية لنقل مواد إغاثية ومواد غذائية وطبية. وتواصلت حملات التبرع في العام 1413ه، من خلال التبرع لتخفيف معاناة الشعب الصومالي الشقيق بمبلغ خمسة ملايين دولار، وتكوين لجنة مختصة بهدف العمل على إيصال المساعدات المالية والطبية والغذائية بسرعة وتوزيعها على الشعب الصومالي، وشحن 3 آلاف طن من المواد الإغاثية إلى ميناء مقديشو عاصمة الصومال كإغاثة من المملكة إلى الشعب الصومالي. وفي العام 1992، تعرضت مصر إلى زلزال عنيف، فصدرت أوامر بتقديم مبلغ 50 مليون دولار إليها بهدف تخفيف المعاناة عن الشعب المصري، وقدمت السعودية 443 مليون ريال إلى اليمن عام 1982، جراء الزلزال العنيف الذي تعرضت له منطقة ذمار. وبلغت قيمة المساعدات السعودية الإغاثية للمناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية والبشرية في أفريقيا مثل الجفاف والفيضانات والزلازل والحروب الأهلية 1921 مليون ريال ل21 دولة أفريقية، وتشمل الإغاثة كميات كبيرة من الحبوب والتمور والأطعمة والأدوات الطبية وسيارات الإسعاف وسيارات النقل والخيام والملابس.