«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيادي المملكة الخيّرة تمدّ إلى (50) دولة في أنحاء العالم لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب
مساعدات إنسانية من مملكة الخير
نشر في الرياض يوم 30 - 11 - 2005

الإغاثة عمل إنساني نبيل.. فهي مشاركة وجدانية للإنسان في حالة حاجته وضعفه وتأثره بالنوازل والكوارث والصراعات.. وهي الجسر الذي يربط بين الشعوب ويشارك المتأثرين من البشر مشاعرهم ومتطلباتهم.
وهي بذلك تبني العلاقات الإنسانية بين بني الإنسان من خلال مساعدة المحتاجين، ولقد أوصت الشرائع السماوية على ذلك وحضت عليه.
ومن هذه المعاني انطلقت الاغاثة السعودية، وإيماناً من حكومة المملكة العربية السعودية برسالتها ومكانتها وموقعها الجغرافي المؤثر في الأمن العالمي فقد أناطت الحكومة بجمعية الهلال الأحمر السعودي ايصال تلك الاسهامات الإنسانية وتقديم مساعدات الدولة والمجتمع إلى المحتاجين والمتضررين.
وتكمن أسرار نجاح جهود الاغاثة السعودية في تنويعها للجهود الاغاثية وشموليتها واعتمادها على ما يخفف الأثر القوي في المدى البعيد عن طريق البرامج طويلة الأمد مثل بناء المدارس والمراكز الصحية وتجهيز المستشفيات ومساعدة البرامج التعليمية والتأهيلية القائمة، رائدها في عملها الإخلاص لوجه الله تعالى.
والحديث عن مساعدات المملكة العربية السعودية لأشقائها وأصدقائها، لا حدود له. والمساعدات الإنسانية التي تقدمها دون منّ أو أذى ودون تكلف أو مبالغة لأنها تدرك انها مطالبة شرعاً وديناً بإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وايواء المشرد المهاجر، ويجيء كل ذلك استجابة نشطة تلقائية لنوازع الخير وتعاليم الإسلام الذي جعل للإغاثة مكانة عظيمة ورغب فيها وجعلها من أفضل القربات المستمرة الدائمة التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، ولا غرو أن تطّلع المملكة العربية السعودية بهذا الدور الإنساني والإسلامي الرائد وهي التي تتميز عن غيرها من بلاد المسلمين بأنها مؤتمنة على أطهر بقاع الأرض في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مهوى افئدة المسلمين وقبلة عباداتهم، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي وأهميتها على الصعيدين العربي والدولي.
وقد تضمنت أهداف الاغاثة السعودية تقديم الغوث للشعوب والجماعات حيث ما وجدوا حينما تحل بهم الكوارث في أنفسهم أو ممتلكاتهم أو عقيدتهم أو حرياتهم، وتقديم ما يقي بني الإنسان بإذن الله شر الكوارث، وتقديم الدعم المعنوي والعيني والنقدي، فضلاً عن الرعاية الشاملة للفقراء والعجزة والأطفال والأيتام.
وهذا التقرير يسلط الضوء على منجزات جمعية الهلال الأحمر السعودي التي ظلت تطلع بهذه الأدوار الرائدة عبر مسيرتها الطويلة.
ولهذا أطلق على المملكة «مملكة الإنسانية» لتواجدها الدائم وتلبيتها لنداءات الإغاثة للمسلمين أينما كانوا وللمتضررين من الكوارث ومن جميع الديانات.
الدور الإغاثي للمملكة
وظلت حكومة المملكة العربية السعودية تتلمس معاناة المنكوبين وآلام المحتاجين في مختلف أنحاء العالم فتهب كالعهد بها لمساعدتهم ومد يدها الحانية إليهم بالدعم السخي والعطاء اللامحدود، انطلاقاً من دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي، وقد اتخذت وسائل وأساليب نقل تلك المساعدات أشكالاً متعددة، وآليات متنوعة للوصول إلى المناطق المتضررة، وتمثل مسيرة الاغاثة السعودية علامة مضيئة، وقصة إنسانية رائعة في جبين العمل الإغاثي الخيري، فسطع نجمها في سماء المحرومين، وشع نورها في ليل المنكوبين، وتتميز بحرصها الشديد على تسليم المواد الإغاثية إلى المستفيدين منها مباشرة، وهي تتشرف بحمل هذه الأمانة العظيمة، وتأدية هذه الرسالة الجليلة، فاستطاعت برغم المشقة ان تؤدي هذا الواجب الكبير بعزم الرجال القادرين، وإخلاص العاملين الصادقين، وفقاً للتوجيه السامي الكريم والدعم السخي والمساندة اللامحدودة والتشجيع المؤزر.
ولقد سارت إنجازات المملكة في مجال الإغاثة عبر برامج متنوعة ووسائل مختلفة وطرق متعددة، حسب ظروف كل حالة وموقعها ودرجة حاجتها وشدة احتياجها، وتنقسم أعمال الإغاثة إلى: المادية والايوائية والدوائية والغذائية وتقدم بطريقتين حسب ما يقتضي الحال، فإما ان تكون مساعدات طويلة الأجل، وإما أن تكون مساعدات عاجلة يتم اعتمادها بأوامر سامية وعاجلة ومن أبرز ما قدمته مملكة الإنسانية لا للحصر.
مساعدات المملكة لدعم الشعب الفلسطيني:
القضية الفلسطينية والاهتمام بها من ثوابت السياسة الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية مما يتطلب دعم الشعب الفلسطيني سياسياً ومادياً ومعنوياً وإعلامياً، ويزداد الدعم المالي لأهميته في معركة التحرير، ويجيء هذا الاهتمام منذ نكبة يونيو 1967م حيث أطلق جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز النداء المدوي بتشكيل اللجان الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين.
وحينما بدأت الانتفاضة الفلسطينية لمواجهة التعنت الإسرائيلي وما نتج عن ذلك من سقوط الشهداء والجرحى بادرت المملكة العربية السعودية وبصورة عاجلة بتقديم المساعدات الفورية العاجلة حيث تم شحن 20 سيارة إسعاف وأدوية ومعدات طبية بلغت قيمتها الاجمالية 7,859,500 ريال كما تم نقل الجرحى والمصابين الفلسطينيين على طائرات الإخلاء الطبي لعلاجهم في مستشفيات المملكة العربية السعودية وقد بلغ عددهم 201 جريح، هذا بالاضافة إلى تشكيل لجنة عليا لدعم الشعب الفلسطيني برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لدراسة وتأمين الاحتياجات والمتطلبات اللازمة لدعم الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية حيث تم صرف مبلغ 132 مليون ريال في عام 1419ه وقد خصصت المملكة مبلغ 6 ملايين دولار دعماً شهرياً للشعب الفلسطيني هذا عدا المعونات والدعم المالي الحكومي والذي يتجاوز عشرات المليارات من الريالات.
المساعدات المقدمة لجمهورية ايران الإسلامية:
كالعهد بها دوماً في سرعة الاستجابة، فقد نظمت الإغاثة السعودية المقدمة لدولة إيران الإسلامية حينما تعرضت مدينة بام للزلزال المدمر في 26 ديسمبر 2003م مما نتج عنه دمار كبير بلغت نسبته في بعض المناطق 85٪ بالمدينة، وتسبب في وفاة 41500 شخص وتشريد 35000 نسمة وجدوا أنفسهم بالعراء بلا مأوى بعد تهدم منازلهم، فبادرت المملكة بإقامة مستشفى ميداني في المدينة المنكوبة لتقديم الخدمات الطبية والاسعافية للمنكوبين والمتضررين، وأرسلت الطائرات لنقل المرضى من موقع الحدث إلى مدن ايران كما قدمت المواد الغذائية لإطعام الجوعى وقدمت الخيام والأغطية لايوائهم حيث كانت الكمية المقدمة حوالي 335 طناً.
المساعدات المقدمة للدول المتضررة من الزلزال والمد البحري في جنوب وشرق آسيا
يعتبر الزلزال والمد البحري الذي ضرب دول جنوب وشرق آسيا من أضخم الكوارث الإنسانية التي تعرضت لها البشرية خلال عقود مضت، وكعادتها دائماً بدأت المملكة العربية السعودية استجابتها الفورية في تقديم الإغاثة العاجلة والمطلوبة، فقد تم بسرعة تسيير جسر جوي للدول المنكوبة دون تفريق بين دولة وأخرى بحسب عرق أو جنسية إذ ان المصاب الجلل هز الإنسانية جمعاء، وقد رافق ذلك الجسر الجوي جولات وزيارات للمسؤولين تفقدوا خلالها الأوضاع ووقفوا على تقييم المساعدات المناسبة لكل منطقة، وبلغ إجمالي المساعدات 30 مليون دولار من الحكومة السعودية بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين اضافة إلى تبرعات المواطنين والتي شملت اندونيسيا وسري لانكا والمالديف وتايلند.
مساعدات المملكة إلى العراق
بعد الانتهاء من الحرب على العراق بادرت المملكة العربية السعودية بتقديم مساعدات إغاثية وطبية للشعب العراقي بصورة عاجلة بعد إرسال فريق مسح ميداني إلى كل من بغداد والبصرة لرصد الاحتياجات الضرورية والتنسيق مع مسؤولي الهلال الأحمر العراقي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبدأ الدعم بتحريك مستشفى ميداني متنقل يسع 120 سريراً بكامل أطقمه الفنية، ولنقل الجرحى والمرضى تم تقديم 50 سيارة إسعاف مجهزة تجهيزاً فنياً عالياً كما تم استخدام طائرات الإخلاء الطبي للقوات المسلحة السعودية.
وفي جانب القوافل الإغاثية تم تحريك عدد من القوافل الإغاثية تتكون من 142 شاحنة بلغت تكلفتها الاجمالية 77,606,889 ريالاً سعودياً.
المساعدات المقدمة لمتضرري الجفاف في أفريقيا:
بعد ازدياد حدة الجفاف في بعض الدول الأفريقية عام 1405ه وما نجم عنه من تدفق للاجئين تأزم الوضع الإنساني في تلك الدول التي توجهت بنداءاتها للعالم طلباً للدعم والمساعدة حتى تتمكن من الخروج من هذا الوضع الخطير فسارعت المملكة العربية السعودية كعادتها في التسابق إلى الخيرات وتلبية النداءات الإنسانية، فبادرت إلى تقديم المساعدات الغذائية العاجلة حيث اصدر خادم الحرمين الشريفين آنذاك الملك فهد - رحمه الله - نداءه الكريم بحث المواطنين على التبرعات وشمل توجيهه الكريم تشكيل لجنة مركزية للاغاثة برئاسة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية للاشراف على التبرعات، وان تنشئ جمعية الهلال الأحمر السعودي مراكز للاغاثة في الدول الافريقية المتضررة وتتولى توزيع المواد الغذائية على المتضررين مباشرة ووضع خطط للاغاثة بعد تحديد الاحتياجات المطلوبة.
مساعدات المملكة للاجئين المتضررين من الحرب الأهلية في الصومال:
الصومال دولة إسلامية ذات موقع استراتيجي متميز اشتعلت فيها نيران الحرب الأهلية منذ عقود ماضية مما أفرز وضعاً إنسانياً مأساوياً يستدعي الدعم والمساعدة وقد كانت المملكة رائدة وسباقة في تقديم الاغاثة من دواء وكساء ومواد غذائية وخيام وأدوية طبية وقبل ذلك وبعده كانت المملكة تؤكد على ضرورة وأهمية ايجاد دور لجامعة الدول العربية لرأب الصدع بين الأطراف الصومالية والتأكيد على أهمية الجلوس للمفاوضات حيث أثمرت جهود السعودية بأن تحركت الجامعة العربية بشكل جدي وسريع في اتجاه حل الأزمة الصومالية، وظلت السعودية تولي هذه القضية اهتماماً كبيراً وتبرزها بشكل واضح وجلي من خلال الخطاب السياسي، وأصبحت المملكة عضواً فاعلاً ومؤثراً في اللجان التي كونت لوضع حد للقتال في الصومال.
مساعدات المملكة إلى إقليم دارفور بالسودان وتشاد:
بعد تأزم الوضع الإنساني في اقليم دارفور بجمهورية السودان الشقيقة وفي تشاد صدر الأمر السامي الكريم بتوجيه القطاعات الحكومية المعنية لمساندة جمعية الهلال الأحمر السعودي في تقديم المساعدات الاغاثية والإنسانية السعودية إلى مناطق المتضررين هناك والمساهمة في تنفيذ برامج الاغاثة، وحتى يتم ذلك بالصورة المطلوبة فقد قامت الجمعية بجمع المعلومات والاتصال بالمنظمات الدولية للتعرف على رؤيتهم وما قدموه وما هو مطلوب فضلاً عن المعلومات الاحصائية وخرائط المناطق المتضررة، حيث قام وفد سعودي بزيارة إلى مناطق المتضررين وقف خلالها على مجمل أوضاعهم في مناطق: الفاشر، نيالا، والجنينة، بالاضافة إلى مدينة أبشى في جمهورية تشاد (الحدود السودانية التشادية) للتعرف على أولويات الاحتياج، ولقد وضح أن من الاولويات تقديم المساعدات الإنسانية والاغاثية الضرورية لإعادة التوطين والاستقرار للنازحين، حيث تم تأسيس مكتب اقليمي لجمعية الهلال الأحمر السعودي بدارفور بتاريخ 29/6/1425ه للاتصالات والتنسيق ومن ثم تم تسيير جسر جوي نفذت خلاله 25 رحلة جوية نقلت 1200 طن من المواد الاغاثية والغذائية وسيارات الاسعاف والأدوية والتجهيزات الطبية.
ومن الانجازات التي تمت في اقليم دارفور بالسودان:
برامج الرعاية الصحية حيث تم انشاء مراكز صحية في مواقع النازحين، ودعم وتأهيل المستشفيات بكل من الفاشر، الجنينة، نيالا، ونظمت الجمعية زيارة لفريق من اخصائيي القلب السعوديين إلى السودان قام بتدريب أطباء الامتياز والمقيمين في مستشفيات اقليم دارفور.
فضلاً عن الفحص لمئات المرضى في هذه المستشفيات والمراكز الصحية التي انشأتها المملكة، إضافة إلى تسليم 12 سيارة إسعاف مجهزة، وتم تأهيل مركز المعاقين بالفاشر وتزويده بالادوية والأسرة ومستلزمات المعاقين، كما تم تنفيذ برامج تعليمية بعد المسح الميداني على المدارس حيث اعيد ترميم وتأهيل 26 مدرسة بالفاشر واخرى بنيالا، وانشاء مراكز تدريب لجمعية الهلال الأحمر السوداني، ومراكز للتدريب النسائي، والتعاون في تنفيذ برامج محو الأمية، وفي الجانب الاجتماعي قام المكتب الاقليمي بتمليك الأسر الفقيرة والمحتاجة مشروعات صغيرة استفادت منها 3160 أسرة ومن أهم المشروعات والبرامج اجراء دراسة لحفر آبار مياه جديدة وتأهيل الآبار القديمة وقد تم حفر وإعادة تأهيل 23 بئراً في السودان وتشاد، وارسال 8 محطات تحلية مياه.
وقد امتدت مظلة المساعدات الاغاثية والإنسانية لتغطي اللاجئين السودانيين في تشاد بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الجوانب الصحية والاغاثية والغذائية.
مساعدات المملكة إلى كوسوفا والشيشان:
قبل أن تندمل جراح كوسوفا نزف جرح جديد في القوقاز حيث تعرض شعب الشيشان لحرب ضروس فخرج هذا الشعب المسلم من بلاده باحثاً عن ملاذ آمن ولجأ 350 ألفاً من شعب الشيشان إلى دول الجوار هرباً من لظى الحرب وسعيرها، فصدرالتوجيه السامي الكريم إلى اللجنة السعودية المشتركة لتقديم المساعدات العاجلة، فقام وفد رفيع المستوى بزيارة مناطق اللاجئين وأشرف على توزيع المساعدات للمتضررين، وأعدت اللجنة خططها لكيفية تقديم المساعدات والمعونات وجمع التبرعات والمساعدات، وقد توصل الوفد الاغاثي لتوقيع مذكرة تفاهم بين اللجنة المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان ووزارة الطوارئ، وأشرف معالي وزير الطوارئ على توزيع المساعدات الاغاثية السعودية التي بلغت 100 طن من المواد الاغاثية والغذائية وفي 23/2/2001م تم الاتفاق مع الحكومة الروسية على أن تتولى جمعية الهلال الأحمر عضو اللجنة المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان تقديم المساعدات السعودية لشعب الشيشان وتم تسجيل الجمعية تحت اسم ممثلية جمعية الهلال الأحمر السعودي في منطقة القوقاز.
وقامت بتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الطوارئ الانغوشية لبناء مخيم للاجئين الشيشان في انغوشيا حتى يجدوا مأوى يحفظ بقية ارواحهم من البرد القارس ويوفر لهم جواً اسرياً فتم انشاء المخيم الذي يتسع لعدد 5000 لاجئ وهو عبارة عن 538 خيمة صغيرة وخيمة كبيرة الحجم مع بناء مسجد ومستودع ومدرسة ومركز صحي وبناء 250 دورة مياه، كما تم تزويد المخيم بمحطة لتوليد الكهرباء بقوة 630 كيلو واط وتم رصف الطرق وبناء سور حوله من الشباك المعدنية. وقد امتدت جهود جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى اللاجئين الشيشان خارج المخيم، وإلى اللاجئين الشيشان في جمهورية اذربيجان الذين يبلغ عددهم 10000 لاجئ.
وقد قامت المملكة في الشيشان ببرامج وأنشطة تعاونية عديدة برهنت على ثقة المنظمات في نشاط الجمعية، حيث نفذت العديد من هذه البرامج والمناشط مع صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف)، وتعاونت في أعمال مشتركة مع منظمة أطباء بلا حدود وجمعية الاغاثة الكويتية، وكذلك برنامج الغذاء العالمي.
مساعدة المملكة إلى مسلمي البوسنة والهرسك:
فوجئ العالم بحرب ظالمة يشنها الصرب ضد المسلمين في البوسنة والهرسك في منتصف عام 1992م وقد ذهل المجتمع السعودي بكل فئاته وأصيب بالحيرة من وحشية الصرب بقتل المسلمين اطفالا وشيوخاً ونساءً، وإشاعة الموت والتقتيل والتدمير الكامل للمدن والقرى البوسنية على نحو لم يشهده التاريخ الحديث، فتصدرت القضية اهتمامات المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، ويسجل التاريخ وبأحرف من نور، الدور الرائد والمتميز للمملكة في دعم صمود مسلمي البوسنة والهرسك حيث ان المملكة تعد من اوائل الدول في العالم التي اعترفت باستقلال وسيادة جمهورية البوسنة والهرسك.
ومع تفاقم الاوضاع وتدهورها صدر الأمر السامي الكريم بتشكيل اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان وحددت الموافقة الكريمة مهمات اللجنة ومسؤولياتها في الاشراف على تحصيل المساعدات والتبرعات وتسليمها، وإبراز دور المملكة العربية السعودية خارجياً، وتوثيق المساعدات التي تقدمها المملكة للمنظمات والهيئات الدولية والبت في كل ما يتعلق بمساعدات لاجئي كوسوفا، وقد ضمت اللجنة ممثلين لكل من: وزارة الخارجية ووزارة المالية والاقتصاد الوطني، جمعية الهلال الأحمر السعودي، ففي المرحلة الاولى تركز عمل اللجنة في تقديم الاغاثة للاجئين الكوسوفيين وفق الدراسة العلمية والمنهجية بعد زيارة اللجنة لمناطق اللاجئين وتحديد المتطلبات الأساسية، حيث اقيم جسر جوي من جدة والرياض إلى تيرانا يومياً ثم من خلاله تم تسيير 77 رحلة جوية نقلت عبرها 2364 طناً من المواد الاغاثية، أما في مجال الرعاية الصحية فقد انشأت اللجنة السعودية المشتركة مستشفى ميدانياً في العاصمة الالبانية (تيرانا) .. وفي مجال الرعاية الاجتماعية اقامت اللجنة 24 مخيماً للاجئين تضم 19370 لاجئاً وتقدم فيها الخدمات الاعاشية والاغاثية والعلاجية والتعليمية، وكفلت اللجنة السعودية المشتركة 22700 لاجئاً آخرين يقيمون لدى اسر اسبانية، كما قامت بتوزيع 531 طناً من الملابس والاحذية والفرش والاغطية في ما بلغ عدد الخيام التي اقامتها اللجنة لايواء اللاجئين 671 خيمة، وفي المجال التعليمي فقد اقامت العديد من البرامج التعليمية لتوعية الكوسوفيين، وقامت بكفالة 338 معلماً و12 مدرسة تعليمية وقامت بتوزيع الكتب المدرسية التي ترجمتها باللغة الالبانية وطبعتها وكذلك توزيع الحقائب المدرسية.
مساعدات المملكة للمتضررين من الزلازل في تركيا:
في عام 1999م الموافق 1420ه ضربت الزلال مناطق وأقاليم متعددة في جمهورية تركيا، وقد كانت الاستجابة من المملكة العربية السعودية لهذه الكارثة فورية، حيث صدرت الاوامر السامية الكريمة بارسال مساعدات غذائية وايوانية وطبية تولت جمعية الهلال الأحمر السعودي إيصالها وتوزيعها على المستحقين حيث تم ارسال 400 طن من المساعدات السعودية.
مساعدات اخرى إلى الدول الاوروبية ولأمريكا الجنوبية والآسيوية والعربية والافريقية:
ولأن مساعدات المملكة العربية السعودية التي تقدمها للناس كافة لا ترتبط بلون أو دين أو عرق، فها هي قوافل الخير تجوب العديد من دول العالم عبر جمعية الهلال الأحمر السعودي مخلفة وراءها سيرة عطرة تحكي عن عظمة المملكة وريادتها وسبقها للخيرات.
ومن هذه الدول التي امتدت اليها يد الخير البيضاء، اليونان، فنزويلا، مقدونيا، اذربيجان، كازاخستان، برنامج الامم المتحدة، ألبانيا، باكستان، الفلبين، اندونيسيا، افغانستان، جمهورية الهند، جمهورية اليمن، جمهورية لبنان، جيبوتي، سري لانكا، موريشيوس، الكاميرون، جنوب افريقيا، غينيا، كينيا، جمهورية موزمبيق، دولة اريتريا، اثيوبيا، جمهورية مالاوي، غانا، بوركينا فاسو، موريتانيا، سيراليون، ليبيريا، الجزائر، كولومبيا، جمهورية مالي،. المالديف، ايران، تايلاند، النيجر، تركيا، تشاد، الصومال والعراق وهناك الكثير من المساعدات المقدمة للعديد من الدول التي لحقت بها الكوارث والفيضانات والزلازل والفقر.
وحالياً وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وفي وقت واحد تتواجد الاغاثة السعودية في الباكستان والنيجر والسودان واندونيسيا وسري لانكا أي في 5 دول متباعدة المسافات تسيّر اليها الجسور الجوية والبحرية لنقل المواد الاغاثية ودعم البنية التحتية بالمال ولم تقتصر الاغاثة على المساعدات الغذائية أو كما تقدمه الدول والمنظمات الاخرى وهو ما يسمى بالمساعدات الوقتية التي لا تتجاوز شهراً وتعود الاغاثة لدولها فيما تبقى الاغاثة السعودية ولسنوات حتى تنجلي الغمة ويعود الوضع إلى ما كان عليه أو أفضل ..
إنها المملكة مملكة الإنسانية أينما حلت يحل الخير والبركة معها لصدق ونبل ما تقدمه وليس لمصالح كما تفعل بعض الدول الداعمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.