لمح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الى مسؤولية ايران عن الهجوم على حافلة السياح الاسرائيليين في مطار بورغاس في بلغاريا أمس، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، وهدد هو ووزير دفاعه ايهود باراك بالرد بعنف على هذا الهجوم، فيما اتهمت أوساط أمنية إسرائيلية «حزب الله» بالوقوف وراء العملية. وأعلنت وزارة الداخلية البلغارية أمس مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة اكثر من 20 آخرين بجروح في الهجوم، موضحة ان الضحايا كانوا على متن حافلة كانت تنقلهم في مطار بورغاس حيث حطت للتو الطائرة التي كانت ستقلهم، فيما ذكرت إسرائيلية كانت على متن الحافلة ان الانفجار نتج على الأرجح عن هجوم انتحاري. وذكر نتانياهو في بيان ان «كل المؤشرات تدل على ايران. رأينا في الشهور الاخيرة محاولات طهران لايذاء الاسرائيليين في تايلاند والهند وجورجيا وكينيا وقبرص واماكن اخرى»، مشيراً الى ان هذه مرحلة اخرى من «الهجوم الايراني الارهابي المنتشر في انحاء العالم». واضاف: «بعد 18 عاما بالضبط على الاعتداء على المركز اليهودي في الارجنتين يواصل الارهاب الايراني القاتل ايذاء الابرياء»، في اشارة الى الهجوم على مركز يهودي العام 1994 في بوينوس ايرس والذي ادى الى مقتل 85 شخصاً وإصابة 300. واكد نتانياهو ان اسرائيل «سترد بحزم على الارهاب الايراني». وهدد باراك بملاحقة منفذي تفجير مطار بورغاس ومحاسبتهم، مضيفاً أنه ينبغي الحفاظ على «برودة أعصاب» إلى أن تتبين هوية المنفذين. ووصف العملية بأنها «قاسية وخطيرة». وجاء حديث باراك خلال جلسة مشاورات في وزارة الدفاع أمس كانت بدأت قبل عملية بورغاس لتقويم التطورات في سورية، ثم تابعت مناقشاتها حول التفجير في بلغاريا. والضحايا، وهم 3 قتلى وأكثر من 20 آخرين جريحاً، من السياح الاسرائيليين بحسب المستشفى وبلدية مدينة بورخاس. وذكر اوفير جندلمان، وهو ناطق باسم نتانياهو، انه «تم اطلاق النيران على الحافلة والقاء عبوة ناسفة». وافادت معلومات بثتها الاذاعة العامة الاسرائيلية «بي ان ار» ومحطة التلفزيون الخاصة «بي تي في» ان ثلاث حافلات استهدفت، وان احداها انفجرت فيما اشتعلت النيران في الاخريين. وتوجه رئيس بلدية المدينة ديميتار نيكولوف الى المكان فيما تم اغلاق مطار بورغاس امام حركة الملاحة الجوية التي حولت الى مطار فارنا. وأعربت افيفا مالكا التي كانت على متن الحافلة عن اعتقادها بأن الهجوم كان انتحارياً. واضافت «جلسنا، وخلال ثوان سمعنا دوياً هائلاً. تمكنا من الهرب من خلال فجوة في الحافلة. شاهدنا جثثا وأصيب كثيرون». ونقل المعلق العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عن «جهات أمنية» قولها إن «بصمات» العملية تقود إلى ايران و»حزب الله» اللذين «حاولا في الأسابيع ألأخيرة تنفيذ عمليات تفجيرية في قبرص وكينيا والهند وتايلند وجورجيا». وأضاف أن المدينة السياحية بورغاس تعتبر «موطن ضعف» إذ أن شركات سياحة أجنبية هي التي تنظم رحلات إلى هذه المدينة، «ولا يمكن القول أن للجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي نفوذ أو سيطرة»، بينما لايران نفوذ استخباراتي أقوى في دول حوض المتوسط، على رغم أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين إسرائيل وبلغاريا تعزز في الأعوام الأخيرة.