نفت إيران اتهامات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بأنها و«حزب الله» وراء العملية التفجيرية التي استهدفت ديبلوماسييْن إسرائيليين في نيودلهي، وكذلك محاولة تفجير مماثلة في العاصمة الجورجية تيبليسي، فيما دانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الهجوميْن ب «أشد العبارات الممكنة». وقالت كلينتون في بيان إن «آفة الإرهاب تعد صفعة للمجتمع الدولي بأكمله»، مضيفة أن «الولاياتالمتحدة تضع على قمة أولوياتها سلامة الديبلوماسيين وأمنهم في جميع أنحاء العالم، وهي على استعداد للمساعدة في أي تحقيقات في هذين العمليْن الجبانيْن». وفي تفاصيل الهجوميْن، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن زوجة ديبلوماسي إسرائيلي في السفارة في نيودلهي أصيبت عند انفجار عبوة ناسفة في سيارتها التي التهمتها النيران بمحاذاة السفارة، كما أصيب سائق السيارة بجروح بسيطة. وقال الناطق باسم السفارة ديفيد غولدفارب إن التفجير «وقع في سيارة موفد إسرائيلي حكومي إلى الهند في شارع قريب من السفارة». وصرح رئيس الاطباء في مستشفى بريموس لوكالة «فرانس برس» بأن الديبلوماسية الاسرائيلية خضعت لعملية جراحية في العمود الفقري، مضيفاً أنها «مصابة بجروح في أنحاء جسمها، وهي في حال حرجة لكن مستقرة». ونقلت الوكالة عن الشرطة الهندية قولها إنها تبحث عن رجل يركب دراجة نارية يشتبه في أنه ألصق عبوة ناسفة في سيارة الديبلوماسية قبل انفجارها واندلاع النار فيها، وقبل أن يتدخل المارة بسحب الديبلوماسية وسائقها من السيارة المشتعلة. وتزامنت هذه العملية مع إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن عاملاً (ليس إسرائيلياً) في سفارة إسرائيل لدى جورجيا كشف صباح امس عبوة ناسفة تحت سيارته حين كان يقودها، فتوقف واستدعى خبراء التفجيرات الذين أبطلوا مفعولها. وقال نتانياهو خلال لقائه نواب حزبه «ليكود» إن «إيران التي تقف وراء العمليتين في نيودلهي وتبليسي، هي أكبر مصدّر للإرهاب في العالم، لكن حكومة إسرائيل وأجهزتها الأمنية وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية في الدول المختلفة، ستواصل العمل ضد الإرهاب الدولي ومصدره إيران، بكل قوة وبصبر ومنهجية». وأضاف أن الشهرين الماضيين شهدا محاولات للتعرض الى مواطني إسرائيل اليهود في عدد من الدول، بينها أذربيجان وتايلندا، «ونجحنا في إحباط جميع هذه المحاولات بالتعاون مع جهات محلية، وفي كل الحالات كانت إيران وظلّها حزب الله وراء هذه المحاولات». وتوعّد وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان بالاقتصاص من منفذي العمليتين، وقال في مستهل اجتماع لأعضاء كتلة حزبه البرلمانية إن «إسرائيل تعرف تماماً هوية الجهة التي تقف وراء العمليتين التفجيرتين وهوية منفذيهما ضد سفارتينا في الخارج». ونفت إيران علاقتها بالهجومين. ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني الذي يبث باللغة العربية، عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست قوله: «ننفي قطعياً الاتهامات التي وجهها الينا النظام الصهيوني، وهي جزء من الحرب الدعائية». وأضاف أن إيران «تدين جميع الأعمال الإرهابية»، وأن بلاده «كانت ضحية لأعمال إرهابية»، لافتاً الى أن «النظام الصهيوني نفسه يقوم على دولة إرهاب واحتلال». وربطت وسائل الإعلام العبرية بين الهجومين والذكرى السنوية الرابعة لاغتيال القائد العسكري في «حزب الله» عماد مغنية، كما لم تستبعد أن تكون الهجمات رداً على اغتيال علماء ذرة إيرانيين اغتيلوا في الأسابيع الأخيرة ووجهت الى جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد) شبهة التنفيذ. في هذه الاثناء، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها أصدرت تعليماتها لممثلياتها الديبلوماسية في أرجاء العالم لرفع حال التأهب لأقصى درجة تحسباً لاستهدافهم. وكشفت وسائل الإعلام أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين طلبوا أخيراً من نظرائهم في أوروبا تكثيف الحراسة على الاسرائيليين المقيمين او السياح خشية تعرضهم الى عمليات اغتيال من «حزب الله». وأضافت أن اليونان وبلغاريا تجاوبتا مع هذا الطلب. وتحدثت عن نجاح شرطة تايلندا قبل شهر في منع عملية تفجير خطط لها «حزب الله» ضد أهداف إسرائيلية، والى إعلان وزارة الأمن القومي في أذربيجان قبل ثلاثة أسابيع اعتقال «خلية مخربين» بشبهة التخطيط لقتل السفير الإسرائيلي ورجال دين يهود في العاصمة باكو رداً على اغتيال علماء ذرة ايرانيين. في هذا السياق (أ ف ب)، وصف الناطق باسم وزارة الخارجية في أذربيجان ألمان عبد اللاييف أمس اتهامات إيران لبلاده بالتعاون مع «موساد» والمساعدة في اغتيال علماء نوويين إيرانيين بأنها «افتراء». ودان رسالة احتجاج سُلمت الى سفير بلاده في طهران تطلب منع «موساد» من تنفيذ «نشاطات» معادية لطهران من أراضيها، وقال إن «هذه الرسالة تشكل رداً على رسالة أذربيجانية في شأن محاولة أجهزة الأمن الإيرانية شن هجمات ضد مواطنيْن إسرائيليين في باكو». وكانت وزارة الخارجية الايرانية اتهمت جارتها المسلمة اذربيجان اول من امس بتقديم المساعدة اللوجستية لمرتكبي عمليات الاغتيال في ايران، مشيرة الى أنهم «توجهوا الى اذربيجان (...) حيث تم تسهيل سفرهم الى تل ابيب».