أعلنت لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي أمس إكمال مشروع قانون العلم وإرساله إلى هيئة الرئاسة، تمهيداً لإدراجه على جدول الأعمال. وقال رئيس اللجنة النائب علي شلاه ل «الحياة» إنها «اختارت ستة نماذج وفي حال رفضها مجلس النواب ستشكل لجنة جديدة لتعيد الكرة وفق آلية جديدة». وأضاف أن «الدورة البرلمانية السابقة أعلنت مسابقة لتصميم العلم، وعمل المصممون الكثير من النماذج تسلمناها وأرفقنا مقترحات أيضاً باعتماد بعضها وقريباً سنضعها على جدول أعمال البرلمان». إلى ذلك، قالت عضو اللجنة عن «التحالف الوطني» بتول فاروق ل «الحياة» إن «موضوع العلم يثير الكثير من الحساسيات داخل البرلمان لذا فأننا نتريث كثيراً فيه لأن مسألة اختيار الألوان والدلالات أصبحت غاية في الصعوبة، فالبعض يرى أن الألوان تعبر عن حقبة تاريخية معينة كالأموية والعلوية والعباسية كما أن عبارة الله أكبر تثير الجدل، إذ يريد البعض تغيرها فيما يرى آخرون أنها تحمي العلم من الإهانات». وعن النشيد الوطني أوضح شلاه أن «ثلاثة نصوص شعرية رشحت لتكون نشيداً هي: قصيدة غريب على الخليج للسياب والثانية عبارة عن ثمانية أبيات من نصوص الجواهري الشهيرة بالمقصورة، والقصيدة الثالثة للشاعر محمد مهدي البصير شاعر ثورة 1920». وأكد أنه «سيتم تشكيل لجنة من الملحنين بعد اختيار أحد النصوص الثلاثة التي قدمت للجنة البرلمانية وسيكون اللحن من اختيار هذه اللجنة». وبلغ عدد الأناشيد الوطنية منذ عشرينات القرن الماضي نحو 5 كما هو الحال بالنسبة إلى العلم. والنشيد الحالي أنشودة «موطني» للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وألحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل وتم اعتماد هذه الأنشودة بعد عام 2003 وكان النشيد الوطني قبل ذلك هو أرض الفراتين الذي كتبه الشاعر شفيق الكمالي ولحنه اللبناني وليد غلمية، وأعتمد رسمياً للمرة الأولى في عام 1979 وحتى عام 2003 وكان النظام السابق أعلن في منتصف التسعينات من القرن الماضي مسابقة لاختيار نشيد جديد. أما العلم فقد تم اختيار علم موقت للبلاد بداية عام 2008 بسبب استضافة إقليم كردستان لاجتماع البرلمانات العربية وكان من المقرر أن يتم اختيار علم دائم بعد عام إذ كان الأكراد يرفضون رفع العلم كونه «يمثل النظام السابق الذي قمع الشعب الكردي». والعلم الحالي يتألف من ثلاثة خطوط عرضية بالألوان الأحمر ثم الأبيض ثم الأسود حسب الترتيب من الأعلى إلى الأسفل. وتتوسط المستطيل الأبيض عبارة «الله أكبر» بالخط الكوفي باللون الأخضر وتمثل ألوان العلم ألوان الرايات الإسلامية، حسب تعديل قانون علم العراق رقم (9) لعام 2008 فيما كانت ثلاثة نجوم تتوسطه قبل التغيير تمثل «أهداف حزب البعث» الوحدة والحرية والاشتراكية. وكانت لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي بدأت في تموز (يوليو) عام 2008 مسابقة استمرت لغاية تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه لاختيار تصاميم جديدة للعلم العراقي شارك فيها أكثر من 600 فنان عراقي، اختير منها ستة تصاميم لكن البرلمان أرجأ مناقشة الموضوع إلى الدورة الانتخابية الحالية.