أكدت لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي امس ترشيح ثلاثة نصوص شعرية للشعراء بدر شاكر السياب ومحمد مهدي الجواهري ومحمد مهدي البصير لاختيار أحدها نشيداً وطنياً للعراق بعد تصويت البرلمان عليه، فيما فضلت «التريث» في موضوع العلم الجديد بسبب «الحساسية المفرطة التي يبديها مختلف الأطراف تجاه ألوان ودلالات النماذج المقترحة». وقال عضو «لجنة الثقافة والإعلام» البرلمانية بتول فاروق ل «الحياة» إن «اللجنة استعانت بمجموعة من الخبراء اللغويين والنقاد والأدباء لاختيار عدد من النصوص الشعرية لكبار الشعراء العراقين وتمت تصفيتها تدريجياً حتى وقع الاختيار على ثلاثة نصوص هي للسياب والجواهري والبصير». وأشارت إلى أن «لجنة الأدباء التي اختارت النصوص كان ممثلاً فيها جميع أطياف الشعب العراقي ومكوناته». وأضافت «سيتم قراءة النصوص في البرلمان قريباً لاختيار احدها ومن ثم سيتم إجراء مسابقة لاختيار افضل لحن». وعن موضوع العلم أوضحت فاروق أن «موضوع العلم يثير الكثير من الحساسيات داخل البرلمان لذا فإننا نتريث كثيراً فيه لأن مسألة اختيار الألوان والدلالات أصبحت غاية في الصعوبة لأن البعض يرى أن الألوان تعبر عن حقبة تاريخية معينة كالأموية والعلوية والعباسية كما أن عبارة الله اكبر تثير كثيراً من الجدل إذ يريد البعض تغييرها فيما يرى آخرون أنها تحمي العلم من الإهانات وهكذا». وأكد رئيس اللجنة علي الشلاه في تصريحات أن «ثلاثة نصوص شعرية رشحت لتكون نشيداً وطنياً هي قصيدة «غريب على الخليج» للسياب، والثانية عبارة عن ثمانية أبيات من نصوص الجواهري الشهيرة ب «المقصورة»، والقصيدة الثالثة للبصير شاعر ثورة 1920». وأوضح أنه «سيتم تشكيل لجنة من الملحنين بعد أختيار أحد النصوص الثلاثة التي قدمت للجنة البرلمانية وسيكون اللحن من أختيار هذه اللجنة». وأضاف «نأمل بأن لا يستغرق إقرار النشيد الوطني اكثر من 45 يوماً». وبلغ عدد الأناشيد الوطنية العراقية منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الآن خمسة، كما هي الحال بالنسبة إلى العلم الوطني. والنشيد الوطني الحالي هو أنشودة «موطني» للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ومن ألحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل. وتم اعتماده بعد العام 2003. وكان النشيد الوطني قبل ذلك قصيدة «أرض الفراتين» التي كتبها الشاعر شفيق الكمالي ولحنها اللبناني وليد غلمية، واعتمدت رسمياً للمرة الأولى في العام 1979. وكان النظام السابق اعلن في منتصف تسعينات القرن الماضي مسابقة لاختيار نشيد جديد لكنها لم تكتمل. أما العلم فتم اختياره موقتاً للبلاد بداية العام 2008 بسبب استضافة إقليم كردستان لاجتماع البرلمانات العربية،. وكان مقرراً أن يتم اختيار علم دائم للبلاد بعد عام، إذ كان الأكراد يرفضون رفع العلم السابق كونه «يمثل النظام السابق الذي قمع الشعب الكردي». ويتألف العلم الحالي من ثلاثة خطوط عرضية بالألوان الأحمر والأبيض والأسود من الأعلى إلى الأسفل. وتتوسط المستطيل الأبيض عبارة «الله أكبر» بالخط الكوفي وباللون الأخضر. وتمثل ألوان العلم الرايات الإسلامية، وفق تعديل قانون علم العراق الرقم (9) للسنة 2008، فيما كانت ثلاثة نجوم تتوسطه قبل التغيير تمثل أهداف حزب «البعث» في «الوحدة والحرية والاشتراكية». وكانت لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي بدأت في تموز (يوليو) 2008 مسابقة استمرت لغاية تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه لاختيار تصاميم جديدة للعلم العراقي شارك فيها أكثر من 600 فنان عراقي، واختيرت منها ستة تصاميم، لكن البرلمان أرجأ مناقشة الموضوع إلى الدورة الحالية.