أحال البرلمان العراقي مسألة اختيار علم جديد بديلاً عن العلم الحالي الموقت الى البرلمان الذي سيُنتخب السنة المقبلة بعدما كان مقرراً في الفصل التشريعي الجاري فيما اتهمت اللجنة الثقافية الكتل الدينية ب «منع اختيار علم جديد بسبب توجهاتها العقائدية». وكان البرلمان اختار في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي علماً موقتاً للبلاد لمدة عام بسبب انعقاد مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب في كردستان ورفض الأكراد رفع العلم القديم بصفته «علم النظام العراقي السابق». وذكر النائب عن «الائتلاف العراقي» عبد الهادي الحساني أن «توجيه البرلمان بالإبقاء على العلم الموقت الى ما بعد الانتخابات التشريعية لم يكن لأسباب دينية أو عقائدية مطلقاً». وقال الحساني ل «الحياة»، «تجنبنا عرض النماذج المقترحة للعلم لرغبة الكتل في تحاشي الخلاف حول قضايا ثانوية تُضاف الى الخلافات الكبيرة الموجودة، وعلى سبيل المثال أراد البعض إعادة العلم القديم أو النجمات الثلاث وهذا ما يرفضه الأكراد رفضاً قاطعاً». وأضاف: «كما أن البرلمان كان مشغولاً بقضايا مصيرية في الفترة الماضية كتشريعات القوانين المهمة والاستجوابات ولم يكن هناك وقت لاختيار العلم وهذا كل ما في الأمر». وشدد على أن طرح موضوع العلم حالياً سيُدخل البلاد في صراع جديد قد يؤثر في الانتخابات إذ أن بعض الأطراف قد تستخدم الطرح لأهداف انتخابية. وكانت لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي بدأت في تموز (يوليو) عام 2008 مسابقة استمرت لغاية تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه لاختيار تصاميم جديدة للعلم العراقي شارك فيها أكثر من 600 فنان عراقي، اختير منها ستة تصاميم. إلا أن رئيس رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان مفيد الجزائري اتهم أمس كتلاً سياسية ذات توجه ديني بمنع اختيار علم جديد للعراق بدلاً من العلم الحالي، مبيناً أن تصميم العلم الجديد يمثل صراعاً بين الدولة المدنية والدينية في العراق. وقال الجزائري إن «هناك عدداً من الكتل السياسية ترغب بإبقاء العلم العراقي الحالي لأنها تعتقد انه يمثل توجهات الدولة الدينية التي ترغب بها». وأضاف أن «هذه الكتل عملت منذ بداية العام الحالي في شكل متعمد على منع إدراج موضوع اختيار علم جديد للعراق ضمن جدول أعمال المجلس تحسباً من اختيار علم جديد لا ينسجم مع توجهاتها الدينية».