اختفت الأسماك من أسواق المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين بسبب سوء الأحوال الجوية، التي رافقها منع نزول قوارب الصيد إلى البحر لدواعي السلامة، فيما توقع الصيادون أن يستمر شُحّ الأسماك بسبب العواصف الترابية، التي تتوقع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تستمر لمدة أسبوع. وأكد باعة السمك بسوق القطيف أن الأسعار شهدت ارتفاعاً يوم الخميس الماضي، ثم بدأت تقلّ من السوق، إلى أن أصبح وجودها محدوداً جداً خلال اليومين الماضيين، متوقعين أن تعود الأسواق إلى نشاطها بعد انحسار العواصف الترابية. وأشار بائع السمك أحمد الشرفا، أن العاصفة الترابية التي شهدتها المملكة أخيراً، ساهمت في ارتفاع أسعار السمك نتيجة قلة عدد الذين أبحروا. موضحاً أن الأسعار ستعود إلى الانخفاض في الأسبوع المقبل عندما تتحسن الظروف الجوية، ويقوم الصيادون بزيادة كميات الصيد لتعويض فترة الانقطاع. وأضاف أن كميات الصيد هذه الأيام محدودة جداً، إلا أن الصيادين متخوفون من استمرار الأحوال الجوية السيئة مما يحُول دون إبحارهم تفادياً لأخطار البحر حتى الأسبوع المقبل، وبالتالي تقل الكميات المعروضة وترتفع الأسعار، مبيناً أن فترة الصيف تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام، خاصة بعض الأنواع من الأسماك كالكنعد، والجنم، وتشهد أسعارها ارتفاعاً طفيفاً عما هي عليه الآن، في حين أن سمك الميد، الذي يبدأ موسمه الشهر المقبل يتوافر بكميات كبيرة، لذلك تكون أسعاره متدنية، والأمر نفسه ينطبق على الروبيان. من جانبه أكد البائع إبراهيم المعتوق، أن أسعار السمك ستشهد انخفاضاً ملحوظاً خلال الفترة المقبلة نتيجة دخول شهر رمضان، حيث تقل كميات استهلاك السمك، موضحاً أن الظروف المناخية تلعب دوراً رئيساً في كميات صيد الأسماك، إذ أنه في أيام البرد الشديد، والحر القارس، تقل الكميات حيث تتوجه السمك إلى قاع البحر، بينما تعود إلى الشاطئ في الربيع وبداية الصيف . وأوضح أن موجات الغبار المتتالية، التي تعرّض لها الخليج خلال العام ساهمت في ارتفاع الأسعار بسبب قلة العرض، لافتاً إلى أن معظم المستهلكين توجهوا في تلك الفترة إلى الأنواع ذات القيمة الشرائية المتدنية سواء كانت محلية أو مستوردة من الخارج. وقال إن الأسواق الخليجية بشكل عام تضررت من العواصف الترابية، التي ضربت الشواطئ الخليجية، وكان في مقدمة المتضررين السوق السعودي، ويليه الكويتي، والقطري، والبحريني، حيث قل المستورد بشكل كبير، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع إلى أن تتحسن الأحوال الجوية. وأضاف أن الأسواق ستبقى تعاني من شح كبير في الأسماك المحلية، التي (حسب وصفه) تشهد تناقصاً مستمراً، وذكر أن الفترة التي تسبق شهر رمضان ترتفع فيها الأسعار، حيث «بلغ سعر سمك الهامور 60 ريالاً، وكانت الأسواق شبه خالية منه»، وأشار إلى أن هذا الارتفاع «أثّر على سعر بقية الأسماك خاصة على سعر الكنعد، والسبيطي الذي حافظ على سعر مرتفع مقارنة بالسنوات الماضية.