قفزت أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية إلى مستويات قياسية تجاوزت نسبة 100 في المئة، في الوقت الذي شهدت فيه الأسواق نقصاً كبيراً في المعروض، فيما خلت بعض محال الباعة في سوقي القطيف والدمام المركزيتين من أي كميات من السمك وسط عزوف كبير من المشترين، الذين فوجئوا بالأسعار الخيالية، خصوصاً أن الأسعار مستمرة في الارتفاع، وأن موسم الروبيان لم يؤثر في خفضها. وقال صيادون ل«الحياة» إن كميات الأسماك المعروضة في سوق القطيف (أكبر أسواق الأسماك في الخليج) شهدت انخفاضاً ملحوظاً في المعروض خلال الشهور الماضية، مشيرين إلى أن الزبائن لا يجدون ما يشترونه في ظل ارتفاع كبير في الأسعار، خصوصاً لسمك الهامور الذي تجاوز سعره 80 ريالاً للكيلوغرام. وأوضح عدد من الباعة ل«الحياة»، أن كميات الأسماك انخفضت بشكل كبير منذ يوم الاثنين الماضي، نظراً لقلة الصيد، ما أسهم بشكل كبير في شح المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل قياسي، ونفوا أن تكون الأسباب عوامل مناخية، ودخول فصل الشتاء، والتقلبات الجوية التي تحدث بين الموسمين، وتحد من دخول الصيادين إلى البحر، ما يتسبب في ارتفاع الأسعار، مشيرين إلى أن الأجواء مناسبة للصيد. وأضافوا أن موسم الروبيان أثر في صيد الأسماك خلال الفترة الأولى من الموسم، والجميع يعلم أن ذلك يؤثر لفترة محدودة فقط، لكن أن يستمر الارتفاع حتى هذا الوقت، فهو أمر غير معتاد. وأشار الصياد أحمد السادة إلى «أن الأسعار قفزت بنسبة 100 في المئة»، مؤكداً أن «المعروض في السوق غير كاف، إضافة إلى صغر حجم الأسماك مثل الميد والشعري والصافي والفسكر، إضافة إلى الكنعد الذي أصبح غير متوافر حالياً في السوق». وأوضح أن أسعار السمك خلال الفترة الجارية غير مشجعة على الشراء، بسبب ارتفاعها الكبير، إذ بلغ سعر الكيلوغرام من سمك الشعري 40 ريالاً، فيما كان سعره لا يتجاوز 18 ريالاً، ووصل سعر الكيلوغرام من سمك الفسكر الى 30 ريالاً فيما لم يتجاوز سعره في السابق 17 ريالاً، وبلغ سعر الكنعد 50 ريالاً، والصافي 45 ريالاً، فيما لا يزال كيلوغرام سمك الهامور الذي يعتبر معياراً للأسعار 80 ريالاً، وهو ما اعتبره الباعة ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالأشهر الماضية. وأضاف أن كميات الصيد منذ يوم الاثنين الماضي قليلة، متوقعاً أن تستمر هذه الأوضاع حتى نهاية فصل الشتاء المقبل، مبيناً أنه هذه الفترة من كل عام تحدث ارتفاعات محدودة تعود بعدها الاسعار إلى طبيعتها، ولكن ما حدث هذا العام غير مسبوق. وأكد البائع علي حسن أن أسعار السمك ستبقى مرتفعة خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن كميات الصيد قليلة جداً، وتشهد هذه الأيام بداية الانتقال من فصل الصيف إلى الشتاء، ما ينتج منه تقلب في الأجواء وصعوبة في الصيد، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تتحسن درجات الحرارة خلال الأسبوع المقبل. وأشار إلى أن هناك الكثير من الباعة في السوق لم تتوافر لهم إلا كميات قليلة لبيعها للزبائن وبأسعار مرتفعة، ما نتج منه إغلاقهم لمحالهم في وقت مبكر، وهذا على غير معتاد، لأن الباعة يحرصون على الحصول على كميات كبيرة من الأسماك، خصوصاً في نهاية الأسبوع، التي تزداد فيها حركة الشراء بشكل ملحوظ. وذكر السادة أن أسعار الأسماك تتغير لأسباب عدة مثل، موسم الصيد والأحوال الجوية، التي تؤثر بشكل مباشر في حركة الصيد وأنواع الأسماك وكميتها، ما ينتج منه تغير في الأسعار، وفيها يصعب على الصياد تحديد سعر معين للسمك، ويصاحبه تغير في الأسعار التي ترتفع وتنخفض تباعاً، بحسب العوامل المؤثرة، لافتاً إلى أن هذه الأيام تشهد فيها الأسواق نقصاً حاد في الأسماك. من جانبه، أوضح علي السعيد (مسؤول مبيعات أسماك في أحد محال محافظة القطيف)، ان «الصيادين ثلاثة أنواع، منهم من يستخدم شباك الصيد على شاطئ، أو طراداً (مراكب صيد صغيرة)، أو سفن صيد كبيرة»، مشيراً إلى «اعتماد السوق على السفن الكبيرة، كونها تبقى في البحر نحو أسبوع، وتجلب كميات كبيرة، فيما الطرادات الصغيرة تجلب كميات قليلة، والتي بدورها ترفع سعر الأسماك، خصوصاً إذا كانت من أنواع محدودة». وتفرغ سفن الصيد حمولاتها من الأسماك في مناطق عدة، وتأتي في مقدمها «سوق السمك المركزي في القطيف وسيهات والجبيل، وجميعها تشهد مزادات».