واصلت أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية ارتفاعها إلى مستويات قياسية، في الوقت الذي شهدت فيه الأسواق نقصاً كبيراً في المعروض، فيما خلت بعض المحال في سوقي القطيف المركزي والدمام المركزي من أي كميات من السمك، وسط عزوف كبير من المشترين، الذين لم يعتادوا على تلك الأسعار الخيالية، خصوصاً أنها مستمرة في الارتفاع، على رغم انتهاء موسم الروبيان الذي يؤثر عادة في الأسعار. وقال صيادون ل«الحياة»، إن كميات الأسماك المعروضة في سوق القطيف (أكبر أسواق الأسماك في الخليج)، شهدت انخفاضاً ملحوظاً في المعروض خلال الشهور الماضية، مشيرين إلى أن الزبائن لا يجدون ما يشترونه في ظل ارتفاع كبير في الأسعار وخصوصاً سمك الهامور الذي وصل سعره 70 ريالاً للكيلوغرام. وأوضح عدد من الباعة، أن كميات الأسماك لا تزال من دون المستوى المتوقع، على رغم عودة معظم الصيادين إلى صيد السمك بعد انتهاء موسم الروبيان، ونفوا أن تكون أسباب الارتفاع عوامل مناخية، ودخول فصل الشتاء في تقلبات جوية موسمية، تحد من دخول الصيادين إلى البحر، ما يتسبب في ارتفاع الأسعار، مشيرين إلى أن الأجواء مناسبة للصيد. وأضافوا أن موسم الروبيان أثر في صيد الأسماك خلال الفترة الأولى من الموسم، والجميع يعلم أن ذلك يؤثر لفترة محدودة فقط، لكن أن يستمر الارتفاع حتى هذا الوقت، فهو أمر غير معتاد. وأشار الصياد أحمد السادة إلى أن الأسعار لم تنخفض منذ ارتفاعها قبل نحو ستة أشهر، مؤكداً أن «المعروض في السوق غير كافٍ، إضافة إلى صغر حجم الأسماك مثل الشعري، والصافي، والفسكر، إضافة إلى الكنعد الذي أصبح غير متوافر حالياً في السوق بالأحجام الكبيرة التي كان يذخر بها الخليج العربي». وأوضح أن أسعار السمك خلال الفترة الجارية غير مشجعة على الشراء، بسبب ارتفاعها الكبير، إذ بلغ سعر كيلوغرام الكنعد 50 ريالاً، والصافي 40 ريالاً، والشعري 35 ريالاً، والفسكر 35 ريالاً، فيما لا يزال كيلوغرام سمك الهامور الذي يعتبر معياراً للأسعار 70 ريالاً، وهو ما اعتبره الباعة مرتفع في شكل كبير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ بلغ سعر الكيلوغرام من سمك الشعري 35 ريالاً، فيما كان سعره لا يتجاوز 18 ريالاً، ووصل سعر الكيلوغرام من سمك الفسكر 35 ريالاً فيما لم يتجاوز سعره في السابق 17 ريالاً. وأضاف أن كميات الصيد منذ يوم (الإثنين) الماضي قليلة، متوقعاً أن تستمر هذه الأوضاع حتى نهاية فصل الشتاء، مبيناً أن هذه الفترة من كل عام يكون فيه الصيد كثيراً وتنخفض الأسعار. من جهته، قال البائع علي حسن، إن أسعار السمك ستبقى مرتفعة خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن كميات الصيد قليلة جداً وهذا أمر غير طبيعي، مشيراً إلى أن هذه الأيام تشهد الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع، ما ينتج عنه تقلباً في الأجواء إلا أنه لا يشكل صعوبة في الصيد، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تتحسن درجات الحرارة خلال الأسبوع المقبل. ولفت إلى أن هناك الكثير من الباعة في السوق لم تتوافر لهم إلا كميات قليلة لبيعها للزبائن، وبأسعار مرتفعة، ما نتج عنه إغلاقهم لمحالهم في وقت باكر، وهذا على غير معتاد، نظراً لأن الباعة يحرصون على الحصول على كميات كبيرة من الأسماك، خصوصاً في نهاية الأسبوع، التي تزداد فيها حركة الشراء في شكل ملحوظ. وذكر حسن أن أسعار الأسماك تتغير لأسباب عدة مثل، موسم الصيد، والأحوال الجوية، التي تؤثر في شكل مباشر على حركة الصيد وأنواع الأسماك وكميتها، ما ينتج عنه تغيراً في الأسعار، وفيها يصعب على الصياد تحديد سعر معين للسمك، ويصاحبه تغير في الأسعار التي ترتفع وتنخفض تباعاً، بحسب العوامل المؤثرة، لافتاً إلى أن هذه الأيام تشهد فيه الأسواق نقصاً حاداً في الأسماك.