أدت موجات الغبار المتلاحقة التي ضربت منطقة جازان أخيراً إلى ابتعاد كميات كبيرة من الأسماك عن الشواطئ المحاذية للمنطقة، ما انعكس سلباً على أسواق مدينة جازان وضواحيها التي انخفضت فيها كميات الأسماك وارتفع سعرها إلى الضعف. وما زاد الأمر سوءاً أن «حرس الحدود» منعت الصيادين في أيام كثيرة من دخول البحر بسبب سوء الأحوال الجوية، ما جعل المنطقة تعيش «أزمة سمك» على حد وصف كثير من الصيادين. وقال زارع شحار أحد صيادي الأسماك ل«الحياة»: «تسببت العواصف الترابية في هيجان البحر، وهو ما أدى إلى هروب غالبية الأسماك إلى الأعماق، كما أننا منعنا في أحيان كثيرة من دخول البحر، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسماك بشكل كبير بعدما كانت موجودة بكثرة أثناء موسم الكنة الشهر الماضي». ووصل سعر سمك الكنعد (الضيرك) الذي لا يتعدى طوله النصف متر إلى نحو 150 ريالاً فيما تخطت الأسماك ذات الأحجام الكبيرة 500 ريال، في حين ارتفع سعر سمك الهامور إلى 60 ريالاً للكيلو غرام الواحد، وبدا سوق السمك شبه خال من الباعة نظراً لعدم توفر الأسماك منذ الأسبوع الماضي. وذكر أحمد عطيفة أن السمك الذي يتم عرضه في السوق لا يوازي حجم طلب المستهلكين، إضافة إلى أن أنواعه غير مرغوبة بكثرة مثل الطلب على الهامور والكنعد اللذين يستمر الطلب عليهما طول العام. وأشار إلى أن سيارات نقل الأسماك كانت تحضر يومياً إلى سوق السمك للشراء إلا أن عددها انخفض بشكل ملحوظ منذ بداية الأسبوع الماضي. واستغرب محمد فتحي، الذي كان في السوق، ارتفاع الأسعار بهذا الشكل، مشيراً إلى انه سيستغني عن أكل الأسماك موقتاً حتى تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي. وكانت دوريات حرس الحدود جابت شواطئ جازان خلال اليومين الماضيين لمنع الصيادين من دخول البحر في ظل الأجواء المغبرة. وأوضح قائد حرس الحدود في منطقة جازان اللواء ابراهيم العايدي أن سبب المنع هو الحرص على سلامة الصيادين لوجود تحذيرات من هيئة الأرصاد وحماية البيئة عن تعرض المنطقة لأحوال جوية سيئة ومنها الأتربة المثارة والعوالق الجوية، إضافة إلى هبوب رياح.