تحوّلت الإجازة الصيفية، إلى «كابوس مُخيف» للأهالي ولسائقي السيارات داخل الأحياء السكنية، بعد أن حوّل كثير من الأطفال الشوارع إلى «ساحات سباق» للدراجات الهوائية، خصوصاً في أوقات الليل، بعد أن أحال معظم الطلاب نهارهم إلى ليل، ينامون فيه، ويستيقظون في الليل، للبدء في ممارسة هوايتهم التي يميلون إلى أن تكون «جماعية»، إذ يتجمع عشرات من سائقي الدراجات الهوائية الصغار، ويسيرون على هيئة مجموعات، ويجوبون الأحياء، غير عابئين بالخطورة التي يتعرضون لها، نتيجة عدم التزامهم بقواعد المرور. ويزيد الأمر سوءاً، عدم امتثال غالبيتهم إلى قاعدة الوقوف في الإشارة الضوئية، ويتسبب قطعهم للإشارات الضوئية في إرباك سائقي السيارات في المسارات المضاء لها باللون الأخضر، بخلاف الحوادث التي يذهب ضحيتها بعض راكبي الدراجات، والحوادث الأخرى التي تنتج من فرملة بعض السيارات المفاجئة؛ لتفادي الاصطدام براكبي الدراجات أمامهم. وكاد موسى محمد، أن يدهس بسيارته دراجة يستقلها طفل لا يتجاوز عمره العاشرة، حين تفاجأ بوجوده على بعد ثلاثة أمتار أمام سيارته، ويقول: «لا تقف المعاناة عند حدّ ما قد يسببه هؤلاء الصبية من خطورة وإرباك لحركة المرور، بل تجاوز الأمر إلى حال القلق التي تعتري الأهالي». فيما يطالب عبد المنعم الخاتم، بوضع حدّ لهذه الظاهرة، من خلال «تكثيف الدوريات الأمنية، ومنع التجاوزات، التي باتت مصدر قلق للجميع». وتحوّلت الشوارع إلى حلبات للسباق بين راكبي الدراجات الهوائية، من صغار السن، الذين يفتقدون إلى معرفة أنظمة السلامة المرورية، وزاد الخاتم، أن «المشكلة تكمن في أنك لا تعرف أبداً من أين يأتي لك الخطر، فهؤلاء يجوبون الشوارع، سواء كانت الكبيرة أو الصغيرة، أو الأزقة، وهنا تكمن الخطورة، فهم لا يدركون خطورة ما يقومون به، لجهلهم التام بقواعد المرور، وقاعدة الأولوية. ويعتقدون أنه من واجب قائدي السيارات إعطاؤهم الأولوية، وهنا الخطورة». فيما أكد مصطفى العيد، أن «تجمعات الدراجات الهوائية لا تقف عند خطورة معينة، مثل الحوادث المرورية فقط، بل أن الأمر وصل إلى أن هذه التجمعات تسهم بشكل كبير في عملية السرقات، فعندما يذهبون إلى محال البقالة أو السوبر ماركت، فهم يعتقدون أن سرقتها تعني بالنسبة لهم رجولة، وبالتالي يتأصّل فيهم مفهوم السرقات والسطو والاعتداء على المارة، وهذا الأمر يؤصّل فيهم مفهوم الإجرام».