حقق الجيش اليمني امس انتصاراً ميدانياً ومعنوياً غير مسبوق على مسلحي تنظيم «القاعدة» وذراعه العسكرية، جماعة «أنصار الشريعة»، في محافظة أبين الجنوبية، عندما تمكنت وحداته من دخول مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، واستعادة السيطرة عليها للمرة الأولى منذ احتلها المسلحون المتشددون أواخر أيار (مايو) العام الماضي، ودخول مدينة جعار المجاورة من جهات عدة بعدما كانت تعتبر من أهم معاقل التنظيم الإرهابي في جنوب اليمن. ونجح الجيش أيضاً في السيطرة على مداخل وأجزاء من مدينة شقرة الواقعة بين زنجبار وجعار والتي تشرف على طرق ومنافذ رئيسية يؤمن «القاعدة» عبرها إمداداته التموينية من سائر المحافظات اليمنية، ومن المقاتلين الأجانب، وخصوصاً الصوماليين القادمين عبر شواطئ البحر العربي. وقامت البحرية اليمنية امس بإغراق عشرة قوارب يعتقد أن «القاعدة» يستخدمها لنقل المتطوعين. (راجع ص19) واعترف التنظيم في بيان بثته وكالة «مدد» التابعة له بانسحاب عناصره من مدينتي زنجبار وجعار، لكنه قال إن ذلك جرى «حقناً لدماء المسلمين وخوفاً على المدن من الدمار والخراب». وكانت القوات المسلحة اليمنية بدأت قبل شهر تقريباً حملة واسعة لإخراج «القاعدة» من محافظة أبين والمناطق المجاورة لها، بعدما اعلنها «ولايات» و «إمارات» إسلامية، لتبدأ مواجهات كر وفر بينها وبين المسلحين الذين فروا إلى مناطق جبلية كانوا أعدوها لمواجهة مثل هذه التطورات، خصوصاً في محافظات لحج والضالع والبيضاء وشبوة. وقالت مصادر محلية وعسكرية يمنية في أبين ل «الحياة» إن الجيش استعاد زنجبار وجعار عندما شن عملية «السيوف الذهبية» في إطار الحملة الواسعة التي يشارك فيها 25 ألف جندي، وأشارت إلى أن قواته تقوم حالياً بتطهير المدينتين من الألغام التي زرعها المسلحون، في حين تتعقب وحدات أخرى المقاتلين الفارين بمساندة عناصر «اللجان الشعبية» القبلية. وأشارت المصادر إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين معظمهم من المسلحين المتشددين، في حين ذكرت وزارة الدفاع إن المئات من «العناصر الإرهابية فروا من زنجبار وجعار وشقرة» وإن الطيران الحربي ضرب 10 قوارب كانت تقل عدداً منهم بحراً باتجاه شبوة، كما ضرب آليتين قرب زنجبار تقلان إرهابيين فارين، ما أدى إلى تدميرهما ومقتل من فيهما. ونقل موقع «سبتمبر.نت» الناطق باسم وزارة الدفاع عن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم علي قطن قوله إن «عشرين إرهابياً قتلوا وجرح عشرات آخرون في جعار في مقابل استشهاد أربعة جنود»، وأشار إلى فرار المقاتلين المتطرفين بعيد بدء الهجوم، موضحاً أن قواته تلاحق فلولهم. وبحسب «وكالة الأنباء اليمنية» الرسمية (سبأ) فإن «فرقاً هندسية بدأت عملها في زنجبار وجعار لإزالة الألغام»،. ونقلت عن مصدر بوزارة الدفاع دعوته المواطنين في محافظتي حضرموت وشبوة (جنوب شرقي البلاد) وغيرها إلى «منع العناصر الإرهابية الفارة من أبين من اللجوء إلى مناطقهم وإبلاغ السلطات عنهم». وفي نيويورك (الحياة)، اصدر مجلس الأمن بالإجماع امس قراراً يهدد فيه بفرض عقوبات على المجموعات المسلحة التي تشكل خطراً على العملية الانتقالية في اليمن، وطالب بوقف «التدخلات» في جهود الحكومة الرامية إلى تعيين مسؤولين جدد على رأس القوات المسلحة. وقال ديبلوماسيون إن القرار 2051 يستهدف مباشرة عائلة وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح رغم انه لم يذكرهم بالاسم. وطلب القرار ب «إنهاء كل التحركات الرامية إلى تقويض سلطة حكومة الوحدة الوطنية والانتقال السياسي»، ووقف الهجمات على البنى التحتية النفطية والغازية والكهربائية، وأكد استعداده لدرس «تدابير أخرى» بموجب المادة 41 من ميثاق الأممالمتحدة إذا استمرت هذه الاعتداءات. ويجيز هذا التدبير تطبيق العقوبات الاقتصادية عموماً، مثل تجميد الأرصدة ومنع السفر.