لقي ما لا يقل عن 56 شخصاً، يُعتقد أنهم من الموالين لجماعة “أنصار الشريعة”، التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مصرعهم، فيما قتل عشره من عناصر الجيش اليمني، في أحدث سلسلة من المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية والعناصر “المتشددة”، في محافظة “أبين”، جنوبي البلاد. وأكد مصدر عسكري لCNN بالعربية أن معارك وصفها ب”الضارية”، جرت الاثنين بين الجيش وعناصر القاعدة في المنطقة القريبة من “7 أكتوبر”، ومدينة “الحصن”، و”باتيس”، قتل فيها 10 جنود، فيما لقي نحو 30 من القاعدة مصرعهم. وأشار المصدر، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى إصابة عشرة جنود آخرين، من قوات “اللواء الثاني مشاة جبلي حرس جمهوري”، في كمين نصبته عناصر القاعدة، في منطقة “أمصرة” بمحافظة أبين. إلى ذلك، ذكر مصدر عسكرية، أن “الجيش بعد تقدمه وسيطرته على مصنع 7 أكتوبر، عند الطرف الشمالي الغربي لجعار، وهي من أهم مراكز القاعدة للذخيرة، عثر على 12 جثة لعناصر للقاعدة بداخله، مشيراً إلى أن مروحية قصفت أيضاً مواقع للقاعدة في جعار، مما أسفر عن مقتل ستة من العناصر المسلحة. من جانبها، اعترفت الجماعة التابعة للقاعدة بسقوط مصنع “7 أكتوبر”، ومدينة “الحصن” في جعار، بيد الجيش اليمني، وقال قيادي بارز في التنظيم إن سيطرة الجيش على تلك المناطق جاءت بعد معارك عنيفة بين الجانبين. وفي “شقرة”، قال مصدر عسكري إن ثمانية من عناصر القاعدة لقوا مصرعهم، وجرح خمسة جنود، في معارك بمنطقة “أحور”، شمال شرق منطقة شقرة، التي تربط بين محافظتي “شبوة” و”أبين” الجنوبيتين، وذلك أثناء تقدم قوة من الجيش باتجاه محافظة “المهرة.” وبحسب المصادر فإن الجيش بدأ “يضيق الخناق” على “أنصار الشريعة” في ثلاث مدن، هي زنجبار عاصمة أبين، التي سقطت بيد القاعدة نهاية مايو/ أيار 2011، وأعلنتها عاصمة إمارتها الإسلامية، بالإضافة إلى مدينتي جعار وشقرة، وأكدت سيطرة الجيش على قرية “الحصن”، وقرية “الروة” شمال غربي جعار. وأوضحت المصادر العسكرية أنه أثناء سيطرة قوات الجيش، في اللواء 119 على مصنع 7 أكتوبر، تم ضبط دبابتين وأسلحة متوسطة، استولت عليها عناصر القاعدة خلال معارك سابقة. في الغضون، أكدت مصادر محلية أن سلاح الجو اليمني شن صباح الاثنين عدة غارات على ضواحي مدينة جعار، خصوصاً على بلدات “الرميلة”، و”ساكن”، و”حيش”، معقل قيادات القاعدة، ولم يتبين عدد القتلى والجرحى، نتيجة تلك الغارات. وأكد سكان محليون أن اشتباكات عنيفة كانت ولا تزال جارية في شمال غرب مدينة جعار، موضحين أن أصوات الاشتباكات والقصف تهز أرجاء المدينة، حيث يحاول الجيش أن يقتحمها، لكنه يقابل بمقاومة قوية من قبل عناصر القاعدة. وأشار سكان المدينة إلى ثلاث غارات جوية أصابت وسط المدينة، موضحين أن أعمدة الدخان شوهدت وهي تتصاعد من مواقع القصف، مؤكدين أن قوات الجيش تقدمت بشكل كبير وأصبحت على بعد كيلو متر واحد فقط من وسط مدينة جعار. وكان مصدر عسكري مسئول قد أكد أن ناصر الوحيش، وقاسم الريمي، وهما من القيادات البارزة للقاعدة، فرا على متن قارب إلى “جهة غير معلومة”، وذلك بعد تضييق الخناق عليهما في شقرة، وتدمير الجيش اليمني لثاني مصنع تستخدمه القاعدة لصناعة السيارات المفخخة. وأكدت الخدمة الإخبارية لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، هروب الوحيشي والريمي، إلا أنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل. من جانبه، استبعد المحلل السياسي والمختص بشئون الإرهاب، محمد سيف حيدر، أن يكون الوحيشي والريمي قد فرا من جهة واحدة، في حال أنهما هربا فعلاً، وقال لCNN بالعربية إن “التكتيك العسكري للقاعدة يحرص على أن قادتها تقود مجاميع، وأن لا تكون في مكان واحد”، مشيراً إلى أن نشاط الاثنين يتركز في منطقتي “شبوة” و”مأرب”، وهذا يعني بعدهما عن منطقة شقرة، بحسب قوله.