أعلن «التحالف الكردستاني» أن الخطوة المقبلة لسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي بعد رفض الرئيس جلال طالباني إرسال طلب بذلك للبرلمان هي «الاستجواب»، وأكد ثقته بتوافر الأصوات الكافية في حال طرح المسألة على البرلمان، فيما عزا قيادي كردي موقف طالباني إلى «تهديدات تلقاها من إيران». وكان طالباني عزا عدم تقديمه طلب سحب الثقة من الحكومة إلى البرلمان، إلى عدم اكتمال «النصاب القانوني»، فيما أكدت أطراف لقاء أربيل - النجف المعارضة للمالكي في اجتماع لها أمس في أربيل «توجيه رسالة توضيحية إلى فخامة رئيس الجمهورية، للتأكيد على صحة تواقيع النواب، وكذلك كفاية العدد المطلوب دستورياً لسحب الثقة». وقال الناطق باسم كتلة «التحالف الكردستاني» في البرلمان العراقي مؤيد طيب ل «الحياة» إن «الكتل الساعية لسحب الثقة ليس لديها أدنى شك في أنه لو طرح الموضوع في البرلمان ستتوافر الأصوات الكافية لسحب الثقة من هذه الحكومة». وأضاف أن «سحب الثقة لن يتحقق بمجرد جمع التواقيع وإرسالها إلى الرئيس، وكنا نفضل أن يطلب الرئيس انعقاد البرلمان لطرح الموضوع. وإذا كان ائتلاف دولة القانون ومؤيدوه واثقون من موقفهم فكان من المفروض أن يوافقوا على الخطوة باعتبارها حلاً وسطاً، وكان مطلوباً من الرئيس الحياد وطرح الأمر على البرلمان». وترك موقف طالباني انطباعاً لدى الأوساط المعارضة للمالكي بأن الرئيس «منحاز» ولم يتخذ موقفاً واضحاً بسبب تعرضه لضغوط «خارجية». وبحسب طيب فإن موقف طالباني «نابع من خشيته من تعمق الأزمة، والوضع في العراق لا يحتمل، والحوار هو الحل، ولكن الأطراف المؤيدة لسحب الثقة يئست من الحوار وعدم استجابة كتلة دولة القانون». وأوضح أن «ائتلاف الكتل الكردستانية الذي يضم اربعة كيانات سياسية ملتزمة قرارات اجتماعات اربيل والنجف والسليمانية بالمضي قدماً في مسعى سحب الثقة، وبما أن مساعي إقناع الرئيس لطرح الطلب على مجلس النواب فشلت، فالإجراء الثاني هو الاستجواب الذي يحتاج الشروع به إلى بعض الوقت». وعن طبيعة الضغوط التي مورست على طالباني، قال النائب الكردي فرهاد اتروشي في مقابلة مع قناة «العربية» الإخبارية أن «طالباني انحاز لطرف المالكي نتيجة ضغوط إيرانية عليه بما في ذلك التهديد باستخدام القوة العسكرية ضد إقليم كردستان». من جهة أخرى قال جعفر إبراهيم النائب عن «الحزب الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني في تصريحات صحافية إنه «يأمل بعدم خروج الخلافات مع الاتحاد الوطني عن إطارها وأن لا تؤثر على قاعدتي الحزبين»، وزاد أن «رسالة طالباني الأخيرة كانت مفاجئة بالنسبة إلينا، وأغضبتنا، ونحن نسعى الآن لإيجاد طريقة للحفاظ على وحدة البيت الكردي، وحل هذه الأزمة».